सिकद मुफस्सल
العقد المفصل في قبيلة المجد المؤثل
ذو شامة من نار خدّيه قد ... تقاربت مثوىً ولم تحترق
أشار لي تخلص في ودّنا ... أحبته أنّي لكم تحت رق
أقول: ولا بأس بذكر بعض الشواهد للجناس المفروق. وقال أبوالفتح البستي:
كلّكم قد أخذ الجام ولا جام لنا ... ماضر مدير الكأس لو جاملنا
وقال المطوّعي:
أمير كلّه كرم سعدنا ... بأخذ المجد عنه واقتباسه
يحاكي النيل حين نروم نيلًا ... ويحكي باسلًا في وقت باسه
وقال البستي أيضًا:
إن هزّ أقلامه يومًا ليعملها ... أنساك كلّ كميّ هزَّ عامله
وإن أقرَّ على رقٍّ أنامله ... أقرّ بالرقّ كتاب الأنام له
وقال أبو بشر المأمون أو علي الخوارزمي مهنّيًا بعض أصحابه بزفاف:
بدر دجىً أصحبوه شمس ضحىً ... بارك ربّ السماء فيها له
ضمّتهما هالة الوصال معًا ... من ذا رأى النيّرين في هاله
وقال بعضهم:
لنا صديق يجيد لقمًا ... راحتنا في أذى قفاه
ماذاق من كسبه ولكن ... أذى قفاه أذاق فاه
وهو القائل أيضًا:
لنا صديق إن رأى ... مهفهفًا لاطفه
وإن يكن في دهرنا ... مهفهف لاط فهو
وقال ابن العفيف:
أسرع وسر طالب المعالي ... بكلّ واد وكلّ مهمه
وإن لحى عاذل جهول ... فقل له يا عذول مه مه
وقال الحريري في مقاماته:
سم سمةً تحسن آثارها ... واشكر لمن أعطى ولو سمسمه
والمكر مهما اسطعت لأتانه ... لتقتني السؤدد والمكرمه
وقال ابن العفيف أيضًا:
إنّ الذي منزله ... من سحب دمعي أمرعا
لم أدر من بعدي هل ... ضيّع عهدي أم رعى؟
وقال أبو نصر القشيري:
تقبيل خدّك أشتهي ... أملي إليه أنتهي
إن نلت ذاك فلم أبل ... بالروح منّي إن تهي
دنياي لذّة ساعة ... وعلى الحقيقة أنت هي
فصل: في ماله من النظم المشترك بينه وبين أليفه العالم الفاضل السيّد محمّد سعيد حبّوبي النجفي اتّفق أنّه كان جالسًا في قصر له عند بستان له على دجلة شرقي بغداد وقدّام القصر روضة يانعة أنيقة وقد ضبت فيها خيمة كبيرة كثيرة التصاوير وكان معه من أهل العلم والأدب جمع منهم السيّد المذكور فأنشئا معًا في وصف ذلك القصر وتلك الخيمة قصيدة مدح كلّ منهما صاحبه بها، وهي هذه: قال السيّد:
ما شاقني ركب ذاك الحيّ إذ نزحا ... كلًاّ ولا هاج لي ترحاله برحا
ولا توسّمت رسمًا في منازلهم ... ولا تطلّعت برقًا بالغضا لمحا
إنّي وقد بتُّ وهالآمال طوع يدي ... أنادم المسعفين اللهو والفرحا
وغيهب الليل بحر ماج ملتطمًا ... فليست الشهب إلاّ لؤلؤ طفحا
والبدر زورق تبر سار يحمله ... نهر المجرّة ينحو فيه حيث نحا
وقال جناب الشيخ محمّد حسن:
في روضة جمعت شمل الهوى سحرًا ... ماست بسارية أغصانها مرحا
بتنا نشاوي بخمر الأُنس عن طرب ... نميل سكرًا ولم نشرب بها قدحا
نعم شربنا بكاس الثغر ريقة من ... مذ ماس أوهمنا المغبوق مصطبحا
لم يصح منّا بعذويّ الهوى ثمل ... إلاّ وأسكر من جفنيه حيث صحا
رقّت فراقت سجايًا منه قد طردت ... عنه النفور وعن أحشائنا الترحا
فلم تكن أرمٌ حسنًا كروضتنا ... كلاّ ولا صرح بلقيس الذي انصرحا
وماءُ دجلة جار في جداولها ... والعندليب على عيدانها صدحا
وقال السيّد:
ترى الشقايق فيها وهي جمر غضا ... يزيده الماء وقدًا كلّما سفحا
فأعجب لجمر يذكي الماء شعلته ... والماء يطفي لهيب الجمر ما نضحا
يحمر خدّ ثراها في شقائقه ... كأنّما قبّلته الريح فانجرحا
والأقحوانة ثغر بات يرمقه ... للنرجس الغض طرف كلّما انفتحا
وكم غزال كحيل الطرف ذي غنج ... مهفهف القدّ في أرجائها سنحا
قد أخجل البدر حسنًا فالندى عرق ... في وجنة الورد من بدر السما رشجا
أما تراه لئال بات ينظمها ... مسرى الصبا وبها غصن النقا اتّشحا
فيالها روضة لو كان يرمقها ... طرف السنان بصدر الرمح لانشرحا
وقال الشيخ محمّد حسن:
1 / 224