كذا المقدم في حذق بصنعته
انى توجه فيها فهو محروم
وسميت هذه الجريدة بالعقد المنظوم في ذكر افاضل الروم والمأمول ممن يطلع على كلماتي ان يغض الطرف عن عثراتي فان ذلك كلام من جربه الدهر بالبأس والبؤسى وجرعه سلافة الغموم كأسا فكأسا وما اصدق ابن عبد الكريم حيث يقول :
ولا المرء يبدي بالهموم فضيلة
ولا الشمس تبدو اذ يحول غمام
ومقدم هؤلاء السادة وواسطة هذه القلادة المولى عصام الدين ابو الخير احمد بن المولى مصلح الدين المشتهر بطاشكبري زاده
وكان المولى مصلح الدين المزبور من العلماء الاعيان توفي وهو مدرس باحدى المدارس الثمان بعد ما كان قاضيا بحلب ولما خلص المرحوم من ربقة الصبا فانتظم في سلك ارباب الحجر والحجا وفرق الغث عن السمين وميز الكاسد عن الثمين قام على اقدام الاقدام وشمر عن ساق الجد
والاهتمام في تحصيل المعارف والفضائل واتقان المقاصد والوسائل واشتغل على ابيه حتى ااز له برواية الحديث والتفسير راويا لهما على المولى خواجه أجاز عن المولى فخر الدين العجمي عن المولى حيدر عن المولى سعد الدين التفتازاني ثم قرا على المولى سيدي محمد القوجوي وصار ملازما له ثم قرأ على المولى محمود بن محمد بأن المشتهر بميرم جلبي وكمل عنده العلوم الرياضية ولما جاء الشيخ محمد التونسي المغوشي الى قسطنطينية قرأ عليه واشتغل لديه حتى اجاز له بأن يروي عنه التفسير والحديث وجميع ما يجوز اجازته ويصح روايته راويا عن الشيخ شهاب الدين احمد بن حجر العسقلاني ودرس اولا في مدرسة اروج باشا بقصبة ديموتوقه بخمسة وعشرين ثم مدرسة المولى محيي الدين ابن الحاج حسن قسطنطينية بثلاثين
पृष्ठ 336