كذبالة النبراس هي في الحريق وضوؤها للناس وقد اناف عمره على تسعين بعثة الله في زمرة الصالحين
ومنهم العالم العامل العارف الكامل المولى مصلح الدين بن شعبان ارقدهما الله تعالى في غرف الجنان
ولد في قصبة كليبولي كان ابوه من التجار واصحاب اليسار محبا للعلم واربابه ومعظما الصحابه فبذل في تعليم ابنه مالا جزيلا ومبلغا جليلا ودار المرحوم على افاضل عصره للاستفادة كالمولى القادري والمولى طاشكبري زاده فاحرز الفضائل والمعارف وجمع النوادر واللطائف وقال الشعر ومهر في فنونه وتلقب بالسروري واتسم كما هو دأب شعراء الروم والعجم وجعل يزاول كتب الاعاجم ويمارس حتى اصبح فارسا في معرفة لسان فارس ثم وصل الى خدمة محيي الدين الفناري فلما صار قاضيا بقسطنطينية استنابه فكان هو من طلبة المولى اول نائب فانهم من قبل كانوا يستخدمون الاجانب ثم درس في مدرسة صار وجه باشا بقصبة كيبولي بعشرين ثم درسة يري باشا بقسطنطينية بخمسة وعشرين ثم صارت وظيفته فيها ثلاثين ثم صارت اربعين ثم عزل ثم اعطي بخمسين مدرسة قاسم باشا المبنية بقصبة غلطه تجاه قسطنطينية المشتهرة الان باسم قاسم باشا بينا هو في بعض الاسحار يطالع نفائس الاسفار اذ نادى منادي الجذبات ان لله في أيام دهركم نفحات وقرع اسماع كل ساه ولاه الم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله سمع هذا الخطاب غلب عليه الشوق والانجذاب وترك التدريس واختار الخمول والانزواء واحب مراسم طريق ارباب الزهد والفناء وتاب على يد الشيخ محمود النقشبندي فلما توجه الى هذا الطريق وعلم انها صعب مضيق لا تسع الاثقال والاحمال ولا يسلكها الا الافراد من الرجال اختار مهماته وترك مجملاته وبنى مسجد الله وتخلص لعبادة مولاه :
هنيئا لعبد له بلغة
من العيش مذخورة عنده
يفر من الناس بغضا لهم
ويأنس بالله والوحده
पृष्ठ 343