بحمد الله في تركها عذر بخلاف من تقدمنا فإن عذرهم كان في تركها واضحا لأنه كان تنصب الأئمة حكام الجور وكانوا ينصبون الفساق والشيعة ما كانوا يقدرون على نصب إمام مرضي منهم فهل يليق منا في هذا لدولة الظاهرة القاهرة وسيوف حضرة الشاه أدام الله نصره وسيوف شيعة أهل البيت عالية على رءوس أعدائهم وديننا بحمد الله أظهر من الشمس أن نترك هذه الفريضة العظيمة بمجرد الخيال والوهم ونتعلل بما لا يقبله الله منا ونفوت أنفسنا الأجر العظيم والمقام الكريم وهل شيء أحسن من أن يأمر الشاه بها في أيام دولته فيكون ثوابها وثواب من يصليها في صحائفه إلى يوم القيمة ولعل التوفيقات الإلهية اقتضت كون هذه السنة العظيمة مكتوبة في صحائفه لا يزال مسددا مؤيدا إلى يوم الدين.
جوهرة من جواهر الأشراف لا من جواهر الأصداف
أعز الأشياء عند الإنسان نفسه وهي أمارة بالسوء فإن مكنها من جميع ما تشتهي هلك وكفى بذلك خسرانا فيجب جهادها بإلزامها بالطاعات واجتناب المنهيات والتوبة والإقبال على الله تعالى كان علي (عليه السلام) إذا رجع من الجهاد يقول رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر يعني جهاد النفس فيجب تذكيرها قصر هذا العمر وفناء هذا البدن وإن العمر كل لحظة في نقص وإنا نسير إلى الفناء القريب الذي لا بد من وقوعه فيجب منعها عن القبائح وتهذيبها بالفكر والمواعظ ليجتهد في الطاعات ومحاسن الأخلاق والإقبال على الله ونستعين عليها
पृष्ठ 34