أشار جاستون إلى المشاق التي يعانيها القائد ديزه في الصعيد وهو يقاتل مراد بك. وكيف أن الرمد انتشر بين رجاله.
ذهبت إلى ورشة كونتيه العجيبة، وحصلت منه على قلم رصاص جديد.
عندما عدت سألني جاستون عما إذا كنت أعرف شيئا عن تفريخ الكتاكيت. أجبت بالنفي. قال إنه سمع عن بساطة العملية ومكاسبها الوفيرة.
الخميس 20 يونيو
قال جاستون إنه زار بالأمس معملا لتفريخ البيض في جهة ستي زينب. وقال: ليس هناك أبسط من تصميم بناء هذه المعامل إذ يتكون الواحد من عدد من الخلايا الصغيرة موزعة على طابقين بينهما لوح خشبي يكسوه الآجر. ويخصص الطابق السفلي لوضع البيض بينما توضع النار فوق أرض الطابق العلوي. وعند مدخل المعمل مقر لسكنى العامل الرئيسي ومساعده اللذين يظلان طول الوقت في المعمل مدة الوقت الذي تستغرقه عملية التفريخ. وتستخدم حجرة أخرى لإشعال الوقود من أقراص الجلة من بعير الجمال والقش المهروس. وهناك حجرة ثالثة مخصصة لاستقبال الكتاكيت بعد إفراخها بعدة ساعات.
تمالكت نفسي من الضحك وانصرفت إلى عملي.
الجمعة 21 يونيو
عاد جاستون اليوم إلى حديث الكتاكيت. قال: إن العملية كلها لا تستغرق وقتا طويلا. تبدأ في شهر مارس وتستمر لمدة شهرين فقط أو حتى اكتمال ثلاث حضنات تشمل كل واحدة من ثلاث آلاف إلى أربع آلاف بيضة. ويدخل العامل المختص الحجرات السفلية مرتين أو ثلاثا لتقليب البيض وتغيير أماكنه، وإبعاده عن المناطق الأشد حرارة وهذا هو عمله الرئيسي. وهنا المعجزة؛ فالمصريون لا يعرفون الترمومتر، ويحتاج البيض إلى درجة حرارة ثابتة هي 23 حسب الترمومتر؛ لهذا يعتمدون على حساسية خاصة توارثوها من الكهنة في مصر القديمة.
كنت مدهوشا من هذه المعلومات، وسألته: لكن كيف يحصل المعمل على البيض؟
ابتسم فخورا بمعرفته: ما إن يفتح معمل حتى يحمل إليه سكان المناطق المجاورة كل ما لديهم من بيض، ويسجلون أسماءهم وبعد انتهاء عملية التفريخ يرد إليهم خمسون كتكوتا مقابل كل مائة بيضة قدموها. وتباع مائة كتكوت حديثة التفريخ ب 80 بارة في المتوسط؛ أي أدنى قليلا من ثلاثة فرنكات فرنسية. المكسب ضخم. - أليس لديكم في فرنسا مثل هذه المعامل؟
अज्ञात पृष्ठ