امتطى الشيخ بغلته وأردف خليل خلفه. لم يكن يملك جوادا لأن المماليك لا يسمحون لأحد غيرهم بركوب الجياد. انزاح أسفل قفطانه عن مركوب جديد أحمر اللون هو المعروف بخف القسطنطينية. حمل منصور الغدارة في يد وجر الحمار خلفه. جر السايس بغلة أستاذي حتى الباب. تبعتهم أنا وجعفر.
التفت الشيخ إلينا وقال: لا تفتحا لأحد أو تخرجا، والجماعة أمانة.
كان يقصد زوجتيه؛ الأولى زوجه لها أبوه وعمره 15 سنة؛ أي من ثلاثين عاما، والثانية تزوجها منذ 18 سنة، وولدت له «خليل» والبنت «أمان».
خرجنا إلى الحارة. البيوت المتلاصقة مظلمة. وارب البواب باب الحارة الثقيل فصر. نبح كلب. انتظرت حتى خرجا إلى الطريق. أغلق البواب الباب وأحكم إغلاقه بخشبة الدقر التي أدخلها في الحائط.
ولجنا البيت من جديد، وأغلق جعفر الباب الخارجي بالمفتاح والمزلاج.
الأحد 22 يوليو مساء
نفذنا من الباب الداخلي وأغلقته. عبرنا الحوش، واتجه جعفر إلى غرفة الخدم بينما ولجت الغرفة المخصصة لي، كانت جدرانها مطلية بالجير وذات لون أبيض ناصع.
انحنيت فوق صندوق حاجياتي ورفعت غطاءه. أخرجت حاشية كبيرة ووسادتين وملاءة. جذبت حصيرة من سعف النخيل بمربعات سوداء وصفراء بحيث تواجه الباب التماسا للطراوة، وبسطت فرشتي فوقها.
طاردت الذباب والناموس. وخرجت مغلقا الباب خلفي. دخلت كوة كرسي الراحة ذات المدخل المكوع. لم تفلح فتحة التهوية العلوية في تبديد الرائحة. تبولت وغسلت يدي بجذور عيش النون الصفراء التي لا رائحة لها. عدت إلى غرفتي فوجدت خادما قد أحضر لي الأكل على طبلية. رفعت القماش الذي يغطيه. ملوخية بها قطعة من اللحم، فجل وبصل وخيار وطماطم، بنجر وخيار منقوعان في الخل، رغيفان مستديران من الخبز. لاحظت أن حجمهما أصغر من المعتاد. ولمست طعم التراب عندما مضغت لقمة، ومع ذلك أكلت في حماس، فلم يدخل جوفي شيء منذ الصباح.
شربت كوبا من شربات الورد. تجشأت. دفعت الطبلية ونهضت واقفا. ولجت كرسي الراحة ودعكت أسناني بالجذور الصفراء وتوضأت. عدت إلى غرفتي فجففت يدي وصليت العشاء.
अज्ञात पृष्ठ