هبطت من مسكنها قرب الظهر. وقالت إنها نامت في ساعة متأخرة بالأمس. سألتها عن حفل العشاء. فأجابتني بإيجاز وتشاغلت بالعمل. انتظرت أن تدعوني للصعود إلى مسكنها فلم تفعل.
الجمعة 21 ديسمبر
لم تظهر اليوم.
قال أستاذي في المساء إنهم رتبوا الديوان على تنظيم جديد، وعينوا له ستين نفرا جعلوا لهم شهرية وأسموه الديوان الديمومي. واختاروا منهم أربعة عشر نفرا هم الذين يحضرون دائما، ويقال لهم الديوان الخصوصي.
عد على أصابعه وأنا مثله: الأربعة عشر هم من المشايخ: الشرقاوي، والمهدي، والصاوي، والبكري، والفيومي. ومن التجار: المحروقي، وأحمد محرم. ومن النصارى القبط: لطف الله المصري. ومن الشوام: يوسف فرحات، وميخائيل كحيل، ورواحة الإنجليزي، وبودني، وموسى كافر الفرنساوي. ومعهم وكلاء ومباشرون من الفرنسيس، ومترجمون.
حبست من ذكرهم فوجدتهم ثلاثة عشر. سألته: ومن هو الرابع عشر؟ لم يجب وتشاغل بالقراءة. هل يمكن أن يكون هو المقصود؟ ولماذا لم يذكر ذلك؟ هل يشعر بالكسوف من وجوده في الديوان؟
أراني طومارا كبيرا على شكل رسالة من بونابرته فيها كثير من التمويهات على العقول مثل قوله: «العاقل يعرف أن ما فعلناه بتقدير الله وإرادته وقضائه ... إن القرآن العظيم صرح في آيات كثيرة بوقوع الذي حصل، وأشار في آيات أخرى إلى أمور تقع في المستقبل، وكلام الله في كتابه صدق وحق ... أن كل ما فعلته وحكمت به فهو حكم إلهي لا يرد ...»
السبت 22 ديسمبر
لم تظهر اليوم.
انتظرت حضورها ساعة زمان ثم نفد صبري. سألت جاستون عنها فابتسم ابتسامة غريبة، وقال: لا أظن أنها ستأتي بعد اليوم. استفسرت عما يقصد، قال إنها انتقلت إلى بيت مستقل في الأزبكية. أكد لي إبراهيم الصباغ الخبر مضيفا: هؤلاء الفرنساوية لهم أمور غريبة بشأن النساء. لم أفهم ماذا يقصد.
अज्ञात पृष्ठ