الأربعاء 18 يونيو
اجتمع عساكرهم وأكابرهم وطائفة عينها القبط والشوام، وخرجوا بموكب وقد وضعوا كليبر في صندوق رصاص فوق عربة، وعليه برنيطته وسيفه والخنجر الذي قتل به وهو مغموس بدمه. وضربوا طبولهم بغير الطريقة المعتادة، وعلى الطبول خرق سود، والعسكر بأيديهم البنادق، وهي منكسة إلى أسفل، وكل شخص منهم معصب ذراعه بخرقة حرير سوداء، ولبسوا ذلك الصندوق بالقطيفة السوداء، وضربوا عند خروج الجنازة مدافع وبنادق كثيرة.
وكنت مع الجموع أمام بيت الأزبكية عندما خرجوا بالجنازة على باب الخرق إلى درب الجماميز إلى جهة الناصرية، فلما وصلوا إلى تل العقارب حيث القلعة التي بنوها هناك، ضربوا عدة مدافع، وكانوا أحضروا سليمان الحلبي والثلاثة المذكورين، فبدءوا بقطع رءوس الغزاوية، ثم حرقوا يد سليمان اليمنى ووضعوه على الخازوق المرتفع .
انتابني غثيان وأوشكت على القيء. ثم سرت مع الجنازة إلى أن وصلوا باب قصر العيني، فرفعوا ذلك الصندوق، ووضعوه على علوة من التراب بوسط تخشيبة صنعوها وأعدوها لذلك.
الخميس 19 يونيو
لم أنم أمس. هاجمتني الكوابيس، ورأيت نفسي أكثر من مرة مربوطا إلى جوار سليمان فوق الخازوق.
الجمعة 20 يونيو
حضر ساري عسكر عبد الله جاك منو، وقائمقام، والأغا، وطافوا بالجامع الأزهر، وأرادوا حفر أماكن للتفتيش عن السلاح ونحو ذلك، ثم ذهبوا فشرع المجاورون في نقل أمتعتهم منه، ونقل كتبهم وإخلاء الأروقة.
ثم إن الشيخ الشرقاوي، والمهدي، والصاوي توجهوا في عصريتها عند كبير الفرنسيس منو، واستأذنوه في قفل الجامع وتسميره، وقصد المشايخ من ذلك منع الريبة بالكلية، فإن للأزهر سعة لا يمكن الإحاطة بمن يدخله، فربما دس العدو من يبيت به، فأذن كبير الفرنسيس بذلك لما فيه من موافقة غرضه باطنا، فلما أصبحوا قفلوه وسمروا أبوابه من سائر الجهات.
اغتم أستاذي لأنه كان ينتفع من التدريس في رواق الجبرتية رغم قلة عدد طلابه. ويتلقى 150 رغيفا في اليوم.
अज्ञात पृष्ठ