جاءنا الشيخ حسن العطار ليودع أستاذي بسبب أنه قرر هجرة المدينة إلى أسيوط. وعرفنا منه أنهم حبسوا الشيخ السادات في القلعة حتى يدفع نصيبه من الغرامة. ثم طلب إنزاله إلى داره ليسعى في بيع متاعه فأنزلوه إلى داره، فأحضر ما وجده من الدراهم، فكانت تسعة آلاف ريال معاملة، عنها ستة آلاف ريال فرانسة، ثم قوموا ما وجدوه من المصاغ والفضيات والفراوي والملابس وغير ذلك بأبخس الثمن، فبلغ ذلك خمسة عشر ألف فرانسة، فبلغ المدفوع بالنقدية والمقومات واحدا وعشرين ألف فرانسة.
ولازمه العسكر لا يتركونه يطلع إلى حريمه، ولا إلى غيره، وبعد أن فرغوا من الموجودات جاسوا خلال الدار يفتشون ويحفرون الأرض على الخبايا حتى فتحوا الكنيفات، ونزلوا فيها، فلم يجدوا شيئا، ثم نقلوه إلى بيت قائمقام ماشيا، وصاروا يضربونه خمسة عشر عصا في الصباح، ومثلها في الليل وحبسوا زوجته معه، فكانوا يضربونه بحضرتها وهي تبكي وتصيح، وذلك زيادة في الإنكاء.
ثم إن المشايخ وهم: الشرقاوي، والفيومي، والمهدي، ومحمد الأمير، وزين الفقار كتخدا تشفعوا في نقلها من عنده، فنقلوها إلى بيت الفيومي، وبقي الشيخ على حاله.
وعلق أستاذي بأن هذه آخر مسايرة الفرنساوية.
وقال: المسكين كان الداخلون عليه يقبلون يده أو طرف ثوبه، وعندما ينصرفون يطلب الطست والإبريق ويغسل يديه بالصابون. ومنحه العثمانيون خمسين كيسا لتوسيع داره، ثم خمسين أخرى عندما لم تكتمل العمارة. ثم أولوه نظارة المشهد النفيسي والسيدة زينب وبقية الأضرحة ذات الإيراد الكبير فاشترى الجواري والعبيد والمماليك والحبوش والخصيان، وتعاظم وترفع عن لبس التاج وصار يلبس قاووقا لعمامة خضراء تشبها بكبار الأمراء.
الثلاثاء 20 مايو
أمروا بجمع البغال، وأخذوا بغلة أستاذي، ومنعوا المسلمين ركوبها مطلقا سوى خمسة أنفار من المسلمين وهم: الشرقاوي، والمهدي، والفيومي، والأمير، وابن محرم، والنصارى المترجمون.
الأربعاء 28 مايو
مضى عيد النحر، ولم يشعر به أحد. واشتكى أستاذي من فراغ الدراهم واحتاج إلى القرض فلم يجد من يقرضه. فلزمه بيع بعض المتاح فلم يوجد من يشتري، فلزمه أن يبيع المصاغات والفضيات، فقومت بأبخس الأثمان.
7
अज्ञात पृष्ठ