قال خليل إنهم قبضوا على الحاج مصطفى البشتيلي الزيات من أعيان أهالي بولاق، وحبسوه ببيت قائمقام. والسبب في ذلك أن جماعة من جيرانه وشوا عنه بأن بداخل بعض حواصله عدة قدور مملوءة بالبارود، فكبسوا على الحواصل فوجدوا بها ذلك.
امتلأت الأسواق بالزعفران والحناء والبلح كالعادة في هذا الوقت من العام.
الأحد 11 أغسطس
شاع أمس أن ساري عسكر الفرنساوية قد عاد من أبي قير منتصرا. فذهبت عند خروجي من المجمع إلى الأزبكية لتحقق الخبر على جليته. وشاهدت مجموعة كبيرة من أسرى الترك الذين أحضرهم معه واقفين وسط أرض البركة. مررت من أمام بيت بولين فوجدت فيه حركة والحراس يدخلون ويخرجون.
عند الغروب غادر أستاذي البيت لينضم إلى المشايخ والأعيان الذاهبين إلى بونابرته للسلام عليه. وذكر لي عند عودته أن القائد كليبر تقدم من بونابرته وقال له على مسمع من الجميع: أيها الجنرال اسمح لي أن أقبلك، أنت عظيم مثل الدنيا.
وبعد ذلك قال بونابرته للمشايخ على لسان الترجمان: إن ساري عسكر يقول لكم إنه لما سافر إلى الشام كانت حالتكم طيبة في غيابه، وأما في هذه المرة فليس كذلك، لأنكم كنتم تظنون أن الفرنسيس لا يرجعون بل يموتون عن آخرهم، فكنتم فرحانين ومستبشرين، وكنتم تعارضون الأغا في أحكامه، وأن المهدي والصاوي ليسا «بونو».
الثلاثاء 13 أغسطس
عمل المولد النبوي بالأزبكية، ودعا الشيخ خليل البكري ساري عسكر الكبير مع جماعة من أعيانهم، وتعشوا عنده. وضربوا مدافع، وعملوا حراقة وصواريخ، ونادوا في ذلك اليوم بالزينة وفتح الأسواق والدكاكين ليلا، وإسراج القناديل. وتجمع الدراويش في الميادين، وجلسوا في حلقات مربعي السيقان وهم يتمتمون بالأدعية، ويتمايلون برءوسهم يمينا ثم يسارا بحركة مستمرة فتهتز الأجراس الصغيرة المعلقة في ملابسهم.
الخميس 15 أغسطس
يتحدث الناس عن سفر بونابرته إلى جهة بحري. ونفى جاستون علمه بشيء في هذا الشأن. وقال لي أستاذي: إنهم استفسروا عن صحة الخبر في الديوان، فقيل لهم: إن ساري عسكر في المنوفية في ضيافة حاكمها. ولاحظت أنهم ألبسوا جندهم زيا جديدا يتألف من ثوب قصير دون ثنيات، وبنطلون ذي لفافات تحتية، وقبعة من جلد الماعز المدبوغ تنثني فوق الأذنين ولها واقية وجه وخصلة خيوط من الصوف في جزئها الأعلى.
अज्ञात पृष्ठ