125

सिल्म वासिम

العلم الواصم في الرد على هفوات الروض الباسم

فأما الدليل فنقول: من رد آية من القرآن لفظا أو معنى نص في المقصود فقد كفر، والمرجئة ردوا حكم آيات محكمات صريحات لا تحتمل التأويل وذلك قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار...} إلى قوله: {ومأواه جهنم}[الأنفال:16] وقوله: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا}[النساء:123] وقوله: {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم}[النور:11] والخطاب للمهاجرين والأنصار، وقوله: {إن الذين يبايعونك...} إلى قوله: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه...}[الفتح:10] الآية، وقال: {قل للمخلفين من الأعراب...} إلى قوله: {وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذابا أليما}[الفتح:16] والأعراب في تلك الحالة من المسلمين، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم...} إلى قوله: {أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون}[الحجرات:2] وقال: {لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ، إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات}[الإسراء:74،75] وقوله: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}[البقرة:225] وقوله تعالى مخاطبا للمسلمين في آيات الربا: {ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}[البقرة:275] وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل...} إلى قوله: {فسوف نصليه نارا}[النساء:29،30] وقوله في آخر آية الصيد: {فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم}[المائدة:94] وقال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله...} إلى قوله: {إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما}[التوبة:38،39] وقوله تعالى: {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه...} إلى قوله: {..ولهم اللعنة ولهم سوء الدار}[الرعد:25] وقوله تعالى: {ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا}[الفرقان:19] وقوله تعالى: {يانساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين}[الأحزاب:30] وقوله تعالى: {إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم}[الزمر:13] وقوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم...} إلى قوله: { ... بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}[الحجرات:11] .. إلى غير ذلك من آيات الوعيد فضلا عن الأخبار التي لا تحصى في جميع دواوين الإسلام.

هذا وقد ورد من غير ما سبق التصريح بأن الظالم والفاجر من أهل النار، ولولا ضيق المقام وخوفا من الإسهاب وشفقا من ملل المطلع لاتسع النطاق، وظهرت أعلام الحق ظهور الإشراق، فإن المسألة حرية بذلك فراجع البسائط.

فإن قلت: هذه الآيات مخرج منها التائب، والباقي منها، إما مجمل كما قال الأصم أو مجاز كما قال غيره ودلالة أيهما ظني ولا تكفير ولا تفسيق إلا بدليل قاطع.

قلت: أما الإجمال فغير مسلم يعرف ذلك من استقراء لغة العرب، وأما كونه مجازا فالجواب من وجهين:

الأول: العمومات العلمية قطعية وإن خصصت كما تقدم عن شيخنا رضوان الله عليه.

पृष्ठ 148