وأقبح العيون الزرق عند العرب ما كان على بشرة سمراء أو سوداء، ومن هذا القبيل زعمهم في وصف الغول بأنه أسود البشرة أزرق العينين، كقول عنترة العبسي:
والغول بين يدي يخفى تارة
ويعود يظهر مثل ضوء المشعل
بنواظر زرق ووجه أسود
وأظافر يشبهن حد المنجل
ويدل ذلك على أن خصائص العيون ليس في ألوانها، وإنما هي في صفائها وكدورتها، في حركاتها وسكناتها، في إشراقها وبهوتها، مما لا يعبر عنه بالصور ولا بالكلام، وإنما هو سحر لا يستدل عليه بغير العواطف.
العيون السود:
ذكرنا إعجاب العرب بهذه العيون، وأما الإفرنج فإنهم يقسمونها إلى أقسام: (1) العين الصغيرة البراقة التي تبدو كالخرزة السوداء، (2) العين الغائرة المتوقدة، (3) اللينة المتحركة مع نعاس، (4) لكبيرة مع جمال الشكل وحسن الوضع. فالأولى عين الجميل المعجب بجماله الباطل، والثانية عين المحب المخلص في حبه، والثالثة عين الترك، وتكثر في نساء الأتراك (الهوانم).
فالأولى عين الجميل المعجب بجماله الباطل، والثانية عين المحب المخلص في حبه، والثالثة عين الترك، وتكثر في نساء الأتراك (الهوانم).
وأما الرابعة فإنها أجمل العيون وأشدها خطرا على القلب، تبدو لك هادئة كالماء العميق والعواطف تتدفق من جوانبها، وكأنك ترى شرر الذكاء يتطاير من بين أهدابها، تلك هي العين التي لا تحتاج إلى ترجمان ويندر أن تعرف الابتسام، تخترق جدار الصدر حتى تقع على القلب فتصيب فيه مقرا رحيبا ثم لا تتركه إلا صريعا، تلك هي عروس الشعر العربي، هي العيون الدعجاء النجلاء التي تجرد السيوف وترمي السهام، قال المتنبي:
अज्ञात पृष्ठ