وهناك جماعة من كبار الرجال أنوفهم وسط بين الروماني واليوناني وأخلاقهم وسط بين أخلاق الأمتين، منهم قسطنطين الأكبر وألفريد الأعظم ووشنطون ونابوليون وريشيليو وغيرهم. (3)
الأنف الإسرائيلي: ويسمونه أيضا السوري نسبة إلى البلاد التي قطنها بنو إسرائيل، وهو أقنى أي مرتفع في وسطه، ثم ينضغط عند الطرف كالقنطرة، ويغلب في اليهود حيثما وجدوا، وتراه ظاهرا جليا في وجه يوسيفوس المؤرخ الإسرائيلي المشهور شكل
34 ، وهو كثير الآن في سوريا، وخصوصا في طرابلس الشام، وقد وجد ولكنسون العالم الأثري أن آناف الفينيقيين كانت كذلك، وكثيرا ما يشاهد هذا الأنف في العرب البادية.
شكل 34: يوسيفوس المؤرخ الإسرائيلي.
وبعض علماء الفراسة يسمون هذا الأنف «الأنف التجاري» لاقتدار أصحابه في التجارة بأعم معانيها وهي اكتساب الأموال على سبيل المبادلة، والإسرائيليون مشهورون بذلك، والسوريون أهل تجارة من عهد أسلافهم الفينيقيين. (4)
الأنف الأفطس: هو ما تطأمنت قصبته وانفرشت مناخره، كما في الزنوج ونحوهم، وهو دليل الانحطاط والضعف، وأصحابه ما برحوا من أقدم أزمنة التاريخ وهم أضعف الأمم وأعجزهم عن الفتح، وما فيهم من يطلب العلى أو يلتمس السلطان ولا من يبني القلاع أو الهياكل ولا من ينحت التماثيل أو يصور الصور.
ولم يشتهر من أصحاب هذه الأنوف إلا بضعة رجال، لا يستحق أن يسمى عظيما منهم إلا كوسيوسكو البولوني، على أن فطسه لم يكن بالأمر الكبير، وعلى كل حال إن الشاذ لا يقاس عليه. (5)
الأنف الأذلف: ونريد به الأنف المطمئن القصبة كالأفطس مع دقة الأرنبة حتى تنتهي برأس حاد، وشكل هذا الأنف عكس شكل الأنف الإسرائيلي تماما؛ أي إنه مقعر من وسطه. ويسمونه أيضا «الأنف السماوي» أو «الأنف الباحث» وهو كثير في الأحداث وفي النساء، وصاحبة هذا الأنف تسأل عن البيضة من باضها، ولكنها خفيفة الروح. وكذلك الأطفال فإنهم كثيرو الاستفهام عن كل ما تقع أبصارهم عليه، ولا بد من التمييز بين الأنف الأذلف وما قد يشبهه من الأنوف الدقيقة الرأس وما فيها تقعير، وأما هذا فإن تقعيره يبدأ من أصل الأنف وينتهي برأس دقيق في طرف الأرنبة.
ولهم نظر آخر في الآناف من حيث حجمها وشكلها كعرض القصبة أو ضيقها، وطول الأرنبة أو قصرها، وعرضها أو ضيقها، وكبرها أو صغرها، وغير ذلك مما لا نرى الإفاضة فيه لضعف أدلته. ولكننا نقتصر على الإجمال في ذلك إتماما للفائدة.
فالأنف العريض يدل على القوة، فإذا كان الأنف رومانيا مع عرض في قصبته وأرنبته كانت دلائل ذلك الأنف أقوى فيه، وهكذا يقال في سائر أشكاله.
अज्ञात पृष्ठ