وهي القناة الهضمية وملحقاتها. فإذا انهضم الطعام وصار سائلا دار في الجسم بأنابيب يتألف منها الجهاز الليمفاوي والجهاز الدموي والغدد.
فالجهاز الدموي يدور به الدم، وهو مؤلف من القلب والشرايين والأوردة، فالأوردة تحمل الدم الفاسد من أطراف الجسد إلى القلب حتى يتطهر في الرئتين، والشرايين تحمل الدم المطهر إلى أطراف الجسد لتغذية الأعضاء.
والجهاز الليمفاوي أنابيب دقيقة شفافة متصلة بالغدد المنتشرة في أنحاء الجسد، وأكثرها في العنق والإبط والأربية، ووظيفة الأوعية الليمفاوية امتصاص سائل الليمفا من الأنسجة وحمله إلى الأوردة، وهناك يختلط بالدم الفاسد الذاهب إلى التطهير، ومن أهم وظائفها أنها إذا قل الغذاء المحمول إلى الأنسجة لسبب من الأسباب كالجوع أو المرض أذابت الدهن المختزن في النسيج الخلوي تحت الجلد وحملته إلى الجهاز الدموي للاغتذاء به، وهذا هو تعليل الهزال الذي يصيب الجائعين أو المرضى، ومن الأوعية الليمفاوية جزء يقال له الأوعية اللبنية تمتص الطعام المهضوم من الأمعاء وتحمله إلى القناة الصدرية ومنها إلى الدم.
وأما الغدد - ويسمونها أيضا المرشحات؛ لأنها تعمل عملا يشبه الترشيح أو التصفية - فهي ذات أهمية كبرى في التغذية، وبعضهم يعد المعدة والأمعاء والكبد من جملتها؛ لأنها أعضاء مفرزة، ولكننا عددناها من أعضاء الهضم، ويلحقها الغدد المساعدة على الهضم كالغدد التي تفرز اللعاب والصفراء والعصير البنكرياسي، ما عدا الغدد التي تفرز بقايا المواد المندثرة كالكلى والجلد.
وأما الجهاز العصبي فعليه تتوقف الأعمال العقلية والحيوية، وهو قسمان كبيران: المجموع السمباثوي والمجموع الدماغي الشوكي. والأول يقال له أيضا العقدي؛ لأنه مؤلف من عقد أكثرها مستقر في الأحشاء، وعليها تتوقف حركات الأعضاء غير الخاضعة للإدارة التي تعمل عملها سواء أردنا أم لم نرد كالقلب والأمعاء والكبد. والثاني المجموع الدماغي الشوكي، وقد سمي بذلك لأنه مؤلف من الدماغ والحبل الشوكي، فالدماغ كتلة عصبية مستقرة في الجمجمة، ومنه تنبعث أعصاب الحس إلى العينين والأنف والفم والأذن وغيرها، وهو ثلاثة أقسام: (1)
المخ: وهو القسم الأكبر، ويشغل أعلى الجمجمة من الجبهة إلى مؤخر الرأس. وهو فصان جانبيان يفصل بينهما شق غائر (x) . وفي كل منهما ميازيب متعرجة غير منتظمة تسمى تلافيف المخ، وإذا قطعنا المخ حتى ينفصل إلى قسمين رأينا باطنه أبيض اللون وظاهره سنجابيا، ولتشريح المخ علاقة كبيرة في درس الفراسة، وخصوصا فراسة الرأس؛ لأن الدماغ آلة العقل، وقد وجدوا بالاستقراء أن لتلافيفه دخلا كبيرا في الأعمال العقلية، فإن القوى العقلية ترتقي كلما نمت تلك التلافيف وتعرجت. (2)
المخيخ: ويشغل أسفل مؤخر الرأس عند العظم المؤخري، وله شأن في الفراسة؛ لأنه مركز الحب الجنسي. (3)
النخاع المستطيل: وهو جسم هرمي الشكل طوله ثلاثة سنتيمترات إلى أربعة، إذا وصل إلى قاعدة الجمجمة اتصل بالحبل الشوكي، وفي النخاع المستطيل مكان إذا وخز بإبرة أمات صاحبه حالا لأنه مركز التنفس.
شكل 8: قاعدة الدماغ: (1) العصب الشمي. (2) العصب البصري. (3) الزوج الثالث . (4) الزوج الرابع. (5) التوأمي الثلاثي. (8) العصب السمعي. (9) العصب اللساني البلعومي.
a
अज्ञात पृष्ठ