بنيامين وست الأميركاني: توفي عام 1738. (12)
ألستن: أشهر مصوري الأميركان، توفي عام 1843.
المصورون:
والتصوير قريحة خاصة كالموسيقى والشعر، ولكنها تحتاج إلى دقة في البصر بدلا من السمع، ويغلب في نوابغ المصورين أن يكونوا جميلي الصورة متناسبي الأعضاء معتدلي الجباه معتدلي المزاج دقيقي الشعور، وخشن الإحساس لا يقدر أن يكون مصورا.
ولا بد في هذا المقام من الإشارة إلى علاقة الأذواق بالألوان ونسبة ذلك إلى درجات التمدن والارتقاء، فيقال بالإجمال: إن الجهال وبسطاء الناس يحبون الألوان البسيطة الباهرة. والمتعلمون المهذبون يفضلون عليها الألوان الممزوجة من لونين فأكثر على ألا تكون باهرة زاهية.
والقاعدة العامة أنه كلما انحطت طبيعة الأمة زادت رغبتها في الألوان الزاهية الباهرة وأحبت الأصوات القوية، وكلما ارتقت الأمم مالت إلى الألوان الصافية والأصوات الناعمة.
ولعلماء الفراسة تفصيل في الاستدلال على أخلاق الناس من معرفة أميالهم إلى الألوان لا محل له هنا.
ولكننا نقول على سبيل المثال إنه يغلب في محبي اللون الأحمر القرمزي أن يكونوا نيرانيي الطباع شديدي الحدة، ومحبو اللون الأزرق لطاف المزاج، ومحبو اللون البنفسجي أهل خيال وأوهام كالشعراء، واللون الأصفر لأهل الشعور الدقيق والأخضر لأهل السرور والسنجابي للضعفاء والودعاء.
والتصوير أرقى ذوقا من النحت وإن كانا من معدن واحد، ويغلب أن يكون المصور نحاتا والنحات مصورا، كما كان أنجلو مهندس كنيسة رومية ، ومن النظر إلى وجهه تتوسم فيه القوة والمهارة فإنه كبير الجبهة روماني الأنف.
ويصعب تعيين أخلاق كل من هؤلاء المصورين بالنظر لما يحول دون ذلك من اختلاطات واعتراضات ذكرنا بعضها في غير هذا المقام.
अज्ञात पृष्ठ