الآدميين في الارض، ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثان فلما ادركا وأراد الله عزوجل ان يبلغ بالنسل ما ترون وان يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرم الله عزوجل من الاخوات على الاخوة انزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنة اسمها (نزلة) فأمر الله عزوجل آدم ان يزوجها من شيث فزوجها منه، ثم أنزل بعد العصر حوراء من الجنة اسمها (منزلة) فأمر الله تعالى آدم ان يزوجها من يافث فزوجها منه فولد لشيث غلام وولدت ليافث جارية فأمر الله عزوجل آدم حين ادركا ان يزوج بنت يافث من ابن شيث ففعل فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما ومعاذ الله ان يكون ذلك على ما قالوا من الاخوة والاخوات. (باب 18 - ما ذكره محمد بن الشيباني المعروف بالرهنى رحمه الله) (في كتابه: من قول مفضلوا الانبياء والرسل والائمة والحجج) (صلوات الله عليهم أجمعين على الملائكة) 1 - قال مفضلوا الانبياء والرسل والحجج والائمة على الملائكة إنا نظرنا إلى جميع ما خلق الله عزوجل من شئ علا علوا طبعا واختيارا أو على به قسرا واضطرارا أو ما سفل شئ طبعا واختيارا أو سفل به قهرا واضطرارا فإذا هي ثلاثة أشياء بالاجماع: حيوان ونام وجماد وافلاك سايرة، وبالطبع الذي طبعها عليه صانعها دايرة وفيما دونها عن ارادة خالقها مؤثرة، وانهم نظروا في الانواع الثلاثة وفي الاشياء التى هي اجناس منقسمة إلى جنس الاجناس الذي هو شئ إذ يعطي كل شئ إسمه، قالوا ونظرنا - أي الثلاثة وهو نوع لما فوقه وجنس لما تحته أنفع وأرفع وأيها أدون وأوضع - فوجدنا أرفع الثلاثة الحيوان وذلك بحق الحياة التي بان بها النامي والجماد، وإنما رفعة الحيوان عندنا في حكمة الصانع وترتيبها ان الله تقدست أسماؤه، جعل النامى له غذاء وجعل له عندكل داء دواء وفيما قدر له صحة وشفاء فسبحانه ما أحسن ما دبره في ترتيب حكمته إذا الحيوان
--- [ 21 ]
पृष्ठ 20