चार्ल्स डार्विन: उनका जीवन
تشارلز داروين: حياته
शैलियों
41
لكن المؤكد أنك ستمل للغاية مني ومن نقادي.
سأتطرق الآن إلى مناقشة الرأي اللاهوتي في المسألة. دائما ما كان هذا موجعا لي. إنني في حيرة من أمري. لم تكن لدي أي نية لأن أقدم نظرة إلحادية. لكني أعترف بأنني لا أستطيع أن أرى، كما يرى الآخرون، وكما كنت أتمنى أن أرى أنا أيضا، دليلا واضحا على وجود التصميم والإحسان من حولنا في جميع الجوانب. وإنما يبدو لي أن العالم مليء بكم هائل من الشقاء. لا أستطيع إقناع نفسي بأن ربا خيرا كلي القدرة كان سيصمم النمسيات ويخلقها مزودة بالرغبة الصريحة في أن تتغذى داخل أجساد اليساريع الحية، أو أن يجبل القط على اللعب بالفئران. ولما كنت لا أصدق ذلك، فلست أرى ضرورة للإيمان بأن العين قد صممت خصوصا لغرض معين. ومن ناحية أخرى، لا أستطيع بأي حال من الأحوال أن أرضى بالنظر إلى هذا الكون البديع، ولا سيما طبيعة الإنسان، واستنتاج أن كل شيء قد نتج من قوة غاشمة. أميل إلى رؤية أن كل شيء قد نتج من قوانين مصممة، وأن التفاصيل، سواء أكانت جيدة أم سيئة، تسير وفق مقادير ما يجوز لنا أن نسميه الصدفة. هذا لا يعني أنني قانع «تماما» بتلك الفكرة. إذ يراودني شعور عميق بأن الموضوع كله أعمق من أن يفهمه العقل البشري. إن كان للإنسان أن يدرك كنه هذا الموضوع؛ فللكلب أيضا أن يطرح نظريات عن عقل نيوتن. ليرجو كل إنسان ما يطيق، وليؤمن بما يطيق. أتفق معك بالتأكيد في أن آرائي ليست إلحادية إطلاقا بالضرورة. إن البرق يقتل الإنسان، سواء أكان صالحا أم طالحا؛ بسبب عمل قوانين الطبيعة على نحو شديد التعقيد. والطفل (الذي قد يصير أبله) يولد بفعل قوانين أشد تعقيدا، ولا أستطيع أن أرى سببا يمنع احتمالية أن يكون الإنسان، أو أي حيوان آخر، قد نشأ في الأصل بفعل قوانين أخرى، وأن تكون كل هذه القوانين قد صممت عمدا بقدرة خالق عليم توقع كل ما سيحمله المستقبل من أحداث ونتائج. لكني كلما فكرت، اشتدت حيرتي، كما اتضح ذلك بالفعل في هذا الخطاب على الأرجح.
أقدر مدى عمق لطفك واهتمامك البالغين.
تقبل خالص تحياتي ومودتي
تشارلز داروين [فيما يلي انتقادات والدي بخصوص مقال مجلة «إدنبرة ريفيو»]:
يا له من تصرف مراوغ منه أن يتظاهر بأنه لم يفهم ما قصدته ب «مستوطني» أمريكا الجنوبية! قد يظن أي شخص أنني لم أتطرق في مجلدي كله إلى مسألة التوزيع الجغرافي. ثم إنه يتجاهل كل ما قلته عن التصنيف، والتعاقب الجيولوجي، وأمثلة التنادد وعلم الأجنة والأعضاء الأثرية (الصفحة 496).
يخطئ الكاتب أيضا في قوله إن ما ذكرته (بوقاحة مبالغ فيها) عن «عمى الآراء المسبقة» ينطبق على المؤمنين بفكرة الخلق، في حين أنني لم أقصد به إلا من يرفضون فكرة وجود عدد كبير من الأنواع الحقيقية، لكنهم يؤمنون بالباقي (الصفحة 500).
إنه يغير كلامي قليلا؛ فأنا «أسأل» عما إذا كان المؤمنون بفكرة الخلق يعتقدون حقا أن ذرات العناصر قد انبثقت في الحياة فجأة. لكنه يقول إنني أصفهم بأنهم يعتقدون ذلك بالفعل، وهذا مختلف عن ذاك بالتأكيد (الصفحة 501).
إنه يتحدث عن أنني «أندد» بجميع المؤمنين بفكرة الخلق، وأنا أرى في هذا اتهاما جائرا (الصفحة 501).
अज्ञात पृष्ठ