चार्ल्स डार्विन: उनका जीवन
تشارلز داروين: حياته
शैलियों
فأنا متيقن تماما من أن ذلك سيكون أهم عامل على الإطلاق لنجاحه. أكن لك احتراما بالغا صادقا. فأن يبقى المرء على مدار ثلاثين عاما أستاذا جليلا يتبنى رأيا معينا بشأن مسألة ما، ثم يتخلى عن رأيه هذا بمحض إرادته، لهو حقيقة لا أظن أن السجلات العلمية تحمل مثيلا لها. ثم إنني أشعر بسعادة عميقة لنفسي أيضا؛ وذلك لأنني، كثيرا ما كنت أفكر في حالات كثيرة لرجال ظلوا يلاحقون سرابا طيلة سنوات، فتسري في جسدي قشعريرة باردة، وأسأل نفسي عما إن كنت أكرس حياتي لوهم لا وجود له. أما الآن، فأعتبر أنه من المستحيل أخلاقيا أن يكون متحرو الحقيقة، مثلك أنت وهوكر، مخطئين تماما، وذلك يمنحني الطمأنينة والسلام. أشكرك على انتقاداتك، التي سأهتم بها إذا نويت إصدار طبعة ثانية. كنت أفكر، في ظل سيل اللعنات التي تنهال علي وتصفني بأنني ملحد وغير ذلك، فيما إذا كان إقرارك لمذهب الانتقاء الطبيعي سيضر بأعمالك، لكني أرجو ألا يحدث ذلك وأظنه لن يحدث؛ ذلك أن ضراوة التعصب، على حد ما أتذكر، تصب على المذنب الأول فقط، أما أولئك الذين يتبنون وجهة نظره، فيكتفي المتعصبون الحكماء المرحون بأن يشفقوا عليهم معتبرين إياهم من المضللين.
لا أستطيع منع نفسي من اعتقاد أنك تبالغ في تقدير أهمية الأصل المتعدد للكلاب. الفارق الوحيد أنه، في حالة الأصول المفردة، نشأ اختلاف الأعراق كاملا منذ أن دجن الإنسان الأنواع. أما في حالة الأصول المتعددة، فقد نشأ جزء من الاختلاف تحت ظروف طبيعية. وأنا أفضل نظرية الأصل المفرد في كل الحالات «تفضيلا مطلقا»، إذا كانت الحقائق تسمح بتقبلها. لكن يبدو لي (نظرا إلى مدى ولع الهمج بترويض الحيوانات) أنه من المستبعد «بديهيا» أن يكون الإنسان، على مر كل العصور وفي كل أنحاء العالم، قد دجن نوعا واحدا فقط بمفرده من جنس الكلبيات الموزع على نطاق واسع. إضافة إلى ذلك، يبدو أن التشابه الشديد بين ثلاثة أنواع على الأقل من الكلاب الأمريكية المدجنة مع أنواع برية لم تزل تعيش في البلدان التي تدجن فيها الآن، يكاد يحتم علينا الاعتراف بأن الإنسان قد دجن أكثر من جنس بري واحد من الكلبيات.
أشكرك من أعماق قلبي على ما أبديته تجاه كتابي من حماسة هائلة واهتمام بالغ، وسأظل يا عزيزي لايل، صديقك ومريدك المحب.
تشارلز داروين
سوف يقرأ السير جيه هيرشل، الذي أرسلت إليه نسخة، كتابي. يقول إنه يميل إلى الجانب الذي يعارضني. إذا التقيته بعدما يقرؤه، فأرجو أن تعرف رأيه؛ لأنه بالطبع لن يبعث إلي بخطاب، وأنا متلهف لمعرفة ما إذا كان لي أي تأثير في عقل كعقله.
من تي إتش هكسلي إلى تشارلز داروين
جيرمين ستريت، ويستمنستر،
23 نوفمبر 1859
عزيزي داروين
أتممت كتابك بالأمس؛ فقد حالفني الحظ في أحد الفحوصات، مما أتاح لي بضع ساعات من فراغ متواصل.
अज्ञात पृष्ठ