चार्ल्स डार्विन: उनका जीवन
تشارلز داروين: حياته
शैलियों
لا أستطيع تصور إمكانية تحول أي زاحف موجود إلى ثديي. فبناء على حالات التنادد، ينبغي أن أعتبر انحدار كل الثدييات من سلف واحد شيئا أكيدا. أما عن طبيعة هذا السلف، فيستحيل التكهن بها. أغلب الظن أنه أشبه بخلد الماء أو آكل النمل الشائك من أي شكل معروف آخر؛ وذلك لأن هذين الحيوانين يجمعان بين طباع الزواحف (وطابع الطيور بدرجة أقل) وطباع الثدييات. ومثلما تتوسط الذفافة حاليا بين الزواحف والأسماك، يجب أن نتخيل شكلا ما كوسيط بين الثدييات والطيور من ناحية (لأنها تحتفظ بالطابع الجنيني نفسه فترة أطول)، وبين الثدييات والزواحف من ناحية أخرى. وبخصوص عدم تطور أي كائن ثديي على أي جزيرة، إضافة إلى عدم توفر الزمن اللازم لتطور مذهل كهذا، فلا بد أن يكون السلف الضروري الخاص بهذه الجزيرة قد وصل إليها حاملا طابع جنين أحد الثدييات، لا أحد الزواحف «المتطورة بالفعل» أو الطيور أو الأسماك.
قد نكسب أحد الطيور عادات أحد الثدييات، لكن الوراثة ستحفظ جزءا من البنية الشبيهة ببنية الطيور إلى الأبد تقريبا، وتمنع تصنيف مخلوق جديد على أنه حيوان ثديي حقيقي.
كثيرا ما تكهنت بقدم عهد الجزر، لكن ليس بدقة تكهناتك؛ بل الأحرى أنني لم أتكهن بها على الإطلاق من منظور «عدم» قيام الانتقاء الطبيعي بما كان سيغدو متوقعا. إن حجة وجود أصداف ساحلية من العصر المايوسيني في جزر الكناري جديدة علي. لقد انبهرت بشدة (من مقدار التعرية) [ب] قدم عهد جزيرة سانت هيلينا، وعمرها يتوافق مع خصوصية النباتات. وبخصوص أن الخفافيش في نيوزيلندا (ملحوظة: يوجد اثنان أو ثلاثة من الخفافيش الأوروبية في ماديرا، وفي جزر الكناري على ما أظن) لم تتطور منها مجموعة من الخفافيش غير القادرة على الطيران، فأنا أجد هذا المثال مفاجئا، لا سيما أن جنس الخفافيش في نيوزيلندا خاص جدا بالمكان، ومن ثم فمن المرجح أنه وصل إليها منذ فترة طويلة، وثمة حديث الآن عن وجود حفريات من العصر الطباشيري هناك. وعلى الرغم من ذلك، يجب توضيح الخطوة الضرورية الأولى؛ أي بداية اعتياد الخفافيش أن تتغذى على الأرض، أو بأي طريقة كانت، وفي أي مكان، باستثناء الجو. أنا مضطر إلى الاعتراف بأنني أعرف بالفعل حقيقة واحدة مشابهة، ألا وهي وجود نوع هندي يقتل الضفادع. لاحظ أنني، في حالة الدب القطبي اللعينة التي ذكرتها، أوضح بالفعل أن الخطوة الأولى، التي سيكون بها التحول إلى حوت «سهلا»، «لن تشكل أي صعوبة»! ينطبق الأمر نفسه على الفقمات؛ فأنا لا أعرف أي حقيقة تظهر أي تباين بدائي يتمثل في تغذي الفقمات على الشواطئ. ثم إن الفقمات تتجول كثيرا؛ لقد بحثت بلا جدوى ولم أجد «أي» حالة لأي نوع من الفقمات يقتصر وجوده على جزيرة من الجزر. ومن ثم، فمن المرجح أن الفقمات المتجولة تهاجنت مع أفراد نوع كانت تمر بتغيير ما على جزيرة ما، مثلما هي الحال مع الطيور البرية في ماديرا وبرمودا. ينطبق التعليق نفسه حتى على الخفافيش؛ لأنها كثيرا ما تأتي إلى برمودا من البر الرئيسي، مع أنه يبعد عنها حوالي 600 ميل. وبخصوص الإجوانة البحرية في أرخبيل جالاباجوس، يمكن للمرء أن يستنتج، بناء على الندرة الشديدة للعادات البحرية لدى السحالي، واقتصار وجود الأنواع الأرضية على بضع جزر صغيرة، أن سلفها على الأرجح قد وصل أولا إلى جالاباجوس، لكن من المستحيل معرفة بلده الذي جاء منه؛ لأنني أعتقد أنه ليس ذا صلة قرابة واضحة بأي نوع معروف. من المرجح أن ذرية الأنواع الأرضية قد جعلت بحرية. الآن في هذه الحالة لا أدعي أنني أستطيع إظهار تباين في العادات، لكن يوجد لدينا في الأنواع الأرضية نوع يتغذى على النباتات (هذه في حد ذاتها حالة استثنائية بعض الشيء)، لا سيما على الأشنيات في العموم، ولن يكون تغييرا كبيرا لذريتها أن تتغذى أولا على الطحالب الساحلية ثم على الطحالب الواقعة تحت سطح البحر. لقد قلت ما أستطيع قوله في سياق الدفاع، لكن نهجك الهجومي جيد. رغم ذلك، يجب أن نتذكر دائما أنه لن يتحقق أي تغيير فعلي على الإطلاق إلا عندما «يتصادف» حدوث تباين في العادات أو البنية أو كليهما في الاتجاه الصحيح؛ لكي يمنح الكائن الحي المعني أفضلية على الكائنات الأخرى التي تسكن الأرض أو الماء، وقد يستغرق هذا، في أي حالة معينة، وقتا طويلا غير مسمى. إنني سعيد جدا بأنك ستقرأ مخطوطتي عن الكلاب؛ لأن معرفة رأيك في ميزان الأدلة ستكون مهمة لي. فغالبا ما يكون تقييم موضوع ما صعبا للغاية بعد التفكير فيه لفترة طويلة. أشكرك بكل صدق من أعماق قلبي على خطابك المثير جدا للاهتمام. إلى اللقاء.
يا أستاذي القديم العزيز
سي داروين
من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر
داون، 2 سبتمبر [1860]
عزيزي هوكر
إنني مشدوه من أخبارك التي تلقيتها صباح اليوم. لقد أصبحت رجعيا مسنا جدا إلى حد أنني مذهول من حيويتك. أستحلفك بالرب ألا تذهب وتلقي بنفسك إلى التهلكة. عجبا، أعتقد أن الجنون قد مسك بكل تأكيد . يجب أن أقر بأنها ستكون جولة مثيرة جدا للاهتمام، وإذا وصلت إلى قمة لبنان، التي أظنها مثيرة جدا للاهتمام، فيجب أن تجمع أي خنافس موجودة أسفل الحجارة هناك، لكن علماء الحشرات أشبه بعربات شديدة البطء. يمكنني القول إنه لا فائدة يمكن تحصيلها منهم. [إنهم] لم يستكشفوا جبال الألب البريطانية قط.
إذا صادفت أي بحيرات ملحية بشدة، فلتهتم بنباتاتها وحيواناتها البالغة الصغر؛ فأنا كثيرا ما فوجئت بمدى قلة الاهتمام بها.
अज्ञात पृष्ठ