चार्ल्स डार्विन: उनका जीवन और पत्र (भाग एक)
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
शैलियों
وفي الصباح التالي، ذهبنا إلى لانجولين وكوني وبانجور وكابل كيريج. وقد كان لتلك الجولة فائدة كبيرة لي؛ إذ جعلتني أتعرف قليلا على كيفية فهم الطبيعة الجيولوجية لبلد ما. فكثيرا ما كان سيجويك يرسلني في اتجاه مواز للاتجاه الذي يسلكه، ويطلب مني أن أحضر معي عينات من الصخور وأن أحدد ترسب الطبقات على الخريطة. وأنا أشك بأنه قد فعل ذلك لأي شيء سوى مصلحتي؛ فما كان لعلمي القليل أن يساعده بأي شيء. وفي هذه الجولة، شهدت مثالا صارخا على مدى سهولة أن يغفل المرء ظواهر معينة رغم وضوحها الشديد، حتى يلاحظها أحدهم. فقد مكثنا ساعات عدة في كوم إدوال، نفحص الصخور بعناية شديدة؛ إذ كان سيجويك مترقبا لأن يجد بعض الحفريات بها، لكن أحدا منا لم يلاحظ قط أي أثر لتلك الظواهر الجليدية الرائعة التي تحيط بنا؛ فلم نلاحظ الصخور المحززة ولا الجلاميد الجاثمة ولا الركام الجليدي الجانبي والطرفي. لكن كانت تلك الظواهر بارزة للغاية، لدرجة أنني ذكرت في ورقة بحثية قد نشرت بعد ذلك بسنوات في مجلة «فيلوسوفيكال ماجازين»
2
أن منزلا قد أكلته النيران لم يكن ليبوح بقصته بوضوح أكبر من هذا الوادي. ولو ظل هذا الوادي ممتلئا بكتلة جليدية، لكانت هذه الظواهر أقل وضوحا مما هي عليه الآن.
وفي كابل كيريج، تركت سيجويك بمفرده وسرت في اتجاه مستقيم مستعينا بالبوصلة والخريطة عبر الجبال وصولا إلى بارماوث، ولم أسلك أي طريق ما لم يكن متوافقا مع مساري؛ فأتيت على بعض الأماكن البرية الغريبة، وقد استمتعت كثيرا بهذه الطريقة في السفر. زرت بارماوث لأرى بعض الأصدقاء من كامبريدج كانوا يقومون بالدراسة هناك، ثم عدت إلى شروزبيري ومير من أجل الصيد؛ ففي هذا الوقت، كنت أحسبني قد جننت إن تخليت عن صيد الحجل في سبيل الجيولوجيا أو غيرها من العلوم. (2) رحلة «البيجل» من 27 ديسمبر 1831 إلى 2 أكتوبر 1836
حين عدت إلى المنزل بعد جولتي الجيولوجية القصيرة في شمال ويلز، وجدت خطابا من هنزلو يخبرني فيه بأن القبطان فيتزروي مستعد لأن يخصص جزءا من مقصورته لأي شاب يتطوع بالذهاب معه دون أجر باعتباره اختصاصيا في التاريخ الطبيعي في رحلة «البيجل». وأعتقد أنني قد أوردت في دفتر يومياتي شرحا لجميع الظروف التي حدثت حينذاك؛ لذا لن أذكر هنا سوى أنني تحمست على الفور لقبول العرض، غير أن أبي عارض بشدة، لكنه لحسن الحظ قد قال لي: «إذا وجدت رجلا واحدا حكيما ينصحك بالذهاب، فسوف أعطيك موافقتي.» لذا، فقد كتبت خطابا في ذلك المساء ورفضت العرض. وفي الصباح التالي، ذهبت إلى مير لكي أستعد لليوم الأول من سبتمبر، وبينما كنت أصيد في الخارج ، بعث عمي [جوزايا ويدجوود] في طلبي، وعرض علي أن يقلني بالعربة إلى شروزبيري ويتحدث مع والدي؛ إذ كان يرى أنه من الحكمة أن أقبل العرض. ولطالما كان أبي يرى أنه من أرجح الرجال عقلا، ووافق على الفور بمنتهى اللطف. لقد كنت مسرفا بعض الشيء في كامبريدج؛ لذا، فقد قلت لوالدي كي أواسيه: «يجب أن أكون بارعا جدا لأنفق أكثر من مخصصاتي المالية وأنا على متن «البيجل».» فأجابني بابتسامة: «لكنهم أخبروني بأنك بارع للغاية.»
في اليوم التالي، ذهبت إلى كامبريدج لكي أرى هنزلو، ومن هناك، ذهبت إلى لندن لكي أرى فيتزروي، وسرعان ما رتبنا الأمر. وحين توطدت علاقتي بفيتزروي فيما بعد، سمعت أنه كاد يرفضني بسبب شكل أنفي! لقد كان من أشد المعجبين بلافاتار والمؤيدين له، وكان مقتنعا بأنه يستطيع أن يحكم على شخصية المرء من خلال شكل ملامحه، وقد كان يشك في أن شخصا بمثل أنفي يمكن أن يكون لديه القدر الكافي من الطاقة والعزم للقيام بالرحلة، لكنني أعتقد أنه اقتنع بعد ذلك بأن أنفي لم تعبر جيدا عني.
كان فيتزروي يتمتع بشخصية فريدة تمتاز بالعديد من الصفات النبيلة؛ فقد كان مخلصا لواجبه، وكريما إلى أقصى درجة، وجريئا، وحاسما، وكذلك كان يتمتع بنشاط لا حدود له. وكان صديقا مخلصا لجميع من هم تحت قيادته؛ فقد كان يخوض كل عسير لمساعدة من يستحقون المساعدة. وكان رجلا وسيما شديد الشبه بالنبلاء، ولطيفا دمث الخلق، وقد كان يشبه في ذلك خاله الشهير اللورد كاسلراي، وذلك كما أخبرني الكاهن في ريو. وعلى أي حال، لا بد أنه قد ورث الكثير من ملامحه من الملك تشارلز الثاني؛ فقد أعطاني الدكتور ووليك مجموعة من الصور الفوتوغرافية التي كان قد جمعها، وقد أدهشني ما رأيته من شبه شديد بين فيتزروي وبين إحدى الشخصيات فيها، وحين نظرت إلى اسمه، وجدت أنه إتش إي سوبيسكي ستيوارت، وهو كونت ألباني وسليل الملك نفسه.
كان فيتزروي يتمتع بمزاج سيئ للغاية. وكانت أسوأ حالاته عادة في الصباح الباكر، وبعينيه الحادتين كعيني العقاب ، كان يمكنه أن يكتشف أي خطأ في السفينة؛ فيلوم من فعله لوما قاسيا. لقد كان لطيفا للغاية معي، لكنه كان رجلا يصعب العيش معه على مستوى شخصي، وقد كان ذلك حتميا إذ كنا نقضي الوقت معا في مقصورته التي كنا نتشاركها. دبت بيننا خلافات عدة؛ ففي بداية الرحلة في باهيا في البرازيل على سبيل المثال، أيد العبودية واستحسنها، بينما كنت أبغضها، وأخبرني أنه زار للتو أحد ملاك العبيد الكبار، وقد نادى هذا الرجل على عدد من عبيده وسألهم عما إذا كانوا سعداء أم لا، وما إذا كانوا يريدون الحرية، فأجابوا بأنهم لا يريدونها. وقد سألته بعد ذلك، ببعض السخرية ربما، عما إذا كان يعتقد أن إجابة العبيد في حضور سيدهم تعني أي شيء على الإطلاق، فاستشاط غضبا وقال إنني أشكك في كلامه وإننا لا يمكننا العيش معا بعد الآن. وقد ظننت أنني سأرغم على مغادرة السفينة، لكن بمجرد أن انتشر الخبر، وهو ما حدث بسرعة؛ إذ طلب القبطان من الملازم الأول أن يذهب لتهدئة غضبه، وذلك من خلال الإساءة إلي، شعرت براحة كبيرة؛ إذ تلقيت دعوة من جميع صغار الضباط بمشاركة غرفتهم. غير أنه بعد ساعات قليلة، قد أبدى فيتزروي مروءته المعتادة وأرسل إلي أحد الضباط باعتذار منه وطلبه بأن أستمر في العيش معه.
لقد كان شخصا من أنبل من عرفتهم على الإطلاق، وذلك في العديد من الجوانب.
لقد كانت رحلة «البيجل» هي أهم حدث في حياتي على الإطلاق، وقد حددت شكل مساري المهني بأكمله، لكنها توقفت على أمر صغير للغاية، وهو أن عمي قد عرض علي أن يقلني في عربته لمسافة ثلاثين ميلا حتى شروزبيري، وهو أمر ما كان ليفعله الكثيرون من الأعمام، وكذلك على أمر تافه للغاية مثل شكل أنفي. لقد كنت أشعر دوما بأنني أدين لهذه الرحلة أنها وفرت لي الفرصة في أن أحظى بأول تدريب وتثقيف حقيقي لذهني؛ فدفعتني إلى الاهتمام الشديد بالعديد من فروع التاريخ الطبيعي؛ ومن ثم، فقد تحسنت مهاراتي في الملاحظة، بالرغم من أنها كانت جيدة على الدوام.
अज्ञात पृष्ठ