177

चार्ल्स डार्विन: उनका जीवन और पत्र (भाग एक)

تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين

शैलियों

بعد الظهر كان ثمة جولة سير أخرى مشابهة، التي كان ينسحب مرة أخرى بعدها حتى العشاء إذا كان على ما يرام بما يكفي للانضمام إلى الأسرة؛ وإذا لم يكن كذلك، كان يذهب بصعوبة إلى غرفة الجلوس؛ حيث كان يستمتع بالموسيقى أو حديث أسرته، جالسا على كرسيه العالي وواضعا قدميه المنتعلتين خفين كبيرين على كرسي عال.

فيما يلي سلسلة من الخطابات توضح تطور آراء أبي، وطبيعة عمله أثناء هذه الفترة.]

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون [1844] ... الاستنتاج الذي توصلت إليه هو أن أكثر المناطق التي تنتشر فيها الأنواع هي التي قد تكرر انفصالها وانعزالها عن المناطق الأخرى، ثم تجمعت معها وانفصلت عنها ثانية؛ وهي العملية التي تدل على قدم العهد وبعض التغيرات في الظروف الخارجية. سيبدو هذا الأمر افتراضيا جدا على نحو مبرر. لا أستطيع أن أعطي أسبابي بالتفصيل؛ لكن الاستنتاج الأعم، الذي يشير إليه التوزيع الجغرافي لكل الكائنات الحية كما يبدو لي، هو أن الانعزال هو الظرف الملازم أو المسبب الرئيسي لظهور أشكال «جديدة» (أعلم جيدا أن ثمة بعض الاستثناءات الجلية). ثانيا، من رؤيتي درجة انتشار النباتات والحيوانات في بلد ما، حين تدخل إليه، ومن رؤية العدد الضخم للنباتات التي ستعيش، في إنجلترا على سبيل المثال، إذا «حوفظ عليها من الحشائش والنباتات المحلية»، حملت على الاعتقاد أن انتشار الكائنات الحية في أي بلد وعددها يتوقفان على سماتها الخارجية بدرجة أقل، من اعتمادهما على عدد الأشكال، التي كانت هناك في الأصل، سواء خلقت أو أنتجت. أشك كثيرا فيما إن كنت ستجد أنه من الممكن تفسير عدد الأشكال بالاختلافات التناسبية للتعرض؛ ولا يمكنني الشك فيما إن كان نصف الأنواع في أي بلد قد دمرت أم لم تخلق، مع أن ذلك البلد يبدو لنا مأهولا بالكامل. فيما يخص الخلق الأصلي أو إنتاج أشكال جديدة، لقد قلت إن الانعزال يبدو هو العنصر الرئيسي؛ هكذا، فيما يتعلق بالكائنات الأرضية، أتوقع أن تحتوي قطعة الأرض، التي تكرر خلال الفترات الجيولوجية المتأخرة انفصالها وتحولها إلى جزر، وعادت إلى التجمع، على أغلب الأشكال.

لكن مثل هذه التخمينات إنما هي لتسلية صاحبها، وهي عديمة الفائدة في هذه الحالة؛ إذ لا تدل على أي خط ملاحظة مباشر؛ لو كنت رأيت كم هو افتراضي القليل الذي كتبته على نحو مبهم، لما كنت أزعجتك بقراءته. لك تحياتي، غير الافتراضية أخيرا.

مع إخلاصي الشديد

سي داروين

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون، 1844 ... لقد نسيت ما كان في خطابي السابق، لكن لا بد أنه كان سخيفا جدا؛ حيث يبدو أنني أفصحت عن اعتقادي بتأثر عدد الأنواع إلى حد كبير بدرجة انعزال وانفصال المنطقة الموجودة بها؛ لا بد أنني كنت مخبولا حتى أكتب ذلك؛ فليس لدي دليل، ولا شخص مستعد لقبول كل آرائي؛ لكن في أكثر لحظاتي تفاؤلا، كل ما أتوقع هو أن أصير قادرا على أن أبين حتى لعلماء التاريخ الطبيعي الحصفاء، أن ثمة وجهين لمسألة عدم قابلية الأنواع للتغير؛ أن من الممكن رؤية الحقائق وتجميعها في ظل الاعتقاد بأن الأنواع القريبة من بعضها انحدرت من سلالات مشتركة. وفيما يتعلق بالكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع، فليس لدي علم بأي كتب منهجية، سوى كتاب لامارك، والذي هو بحق حثالة؛ لكن ثمة كتب كثيرة، مثل كتب لايل وبريتشارد، إلخ، حول نظرية عدم قابلية الأنواع للتغير. وقد دفع أجاسي مؤخرا بأقوى حجة في صالح عدم قابلية الأنواع للتغير. وكتب إيزيدور جي سانت إيلير بعض المقالات الجيدة، التي تميل لتأييد فكرة القابلية للتغير، في سلسلة «سوت آبوفون»، تحت عنوان «علم الحيوان العام». أليس من الغريب أن يكتب مؤلف كتاب «الحيوانات اللافقارية» قائلا إن الحشرات، التي لا ترى بيضها قط، (وبالنسبة للنباتات، بذورها) لا بد أنها «ترغب» في أن تكون بأشكال معينة حتى تلتصق بأشياء معينة؟ الاعتقاد الشائع الآخر (الألماني بصفة خاصة) بالكاد يقل عن السابق عبثية؛ فهو يرى أن الطقس والغذاء، إلخ، قد يجعل القمل مهيأ لتسلق الشعر، أو نقار الخشب لتسلق الأشجار. أعتقد أن كل هذه الآراء العبثية تنبع، على حد علمي، من عدم تناول أي أحد للموضوع من زاوية التباين تحت تأثير التدجين، أو دراسة كل ما هو معروف حول التدجين. سررت للغاية بسماع نقدك بشأن الحياة النباتية على الجزر وعدم انتشار النباتات؛ الموضوع طويل جدا بحيث لا يمكن مناقشته في خطاب؛ يمكنني الدفاع عن نفسي إلى حد كبير، لكنني أشك ما إن كان سيكون دفاعا موفقا في عينيك، أم في عيني بالطبع.

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

अज्ञात पृष्ठ