चार्ल्स डार्विन: उनका जीवन और पत्र (भाग एक)
تشارلز داروين: حياته وخطاباته (الجزء الأول): مع فصل سيرة ذاتية بقلم تشارلز داروين
शैलियों
لدي الكثير مما أقوله عن جميع أصناف الأمور التافهة، حتى إنني لا أعرف بأي أمر أبدأ الحديث ... إنني لا أحتاج إلى أن أخبرك بمدى سعادتي إذ عرفت أن [والدك] السيد لايل قد أعجبه عملي «يوميات الأبحاث». إن سماعي لمثل هذا الخبر الرائع لهو بمنزلة نوع من البعث؛ إذ إنني أشعر وكأن طفلي الأول قد مات منذ فترة بعيدة، ودفن وصار منسيا، لكن الماضي لا يهم بالنسبة لنا - نحن علماء الجيولوجيا - والمستقبل هو كل ما يهم، وذلك كما توضح أنت في شعارك الرائع في كتاب «عناصر الجيولجيا». بالمناسبة، هل قرأت المقالة الواردة في مجلة «ذي إدنبرة ريفيو»، التي عنوانها «مسار الفلسفة» (أو شيء كهذا) لإم كونت؟ إنها مقالة رائعة؛ إذ ترد بها بعض الجمل الجيدة عن أن جوهر العلم هو القدرة على التنبؤ، وهو ما يذكرني بالعبارة القائلة بأن «قانونه هو إحراز التقدم.»
والآن، سأبدأ بالحديث عن خطابك متناولا كل نقطة فيه بالترتيب. يمكنني القول إن خطتك بوضع الفصل الذي يتحدث عن إيلي دو بومون، منفصلا وفي البداية، لهي خطة جيدة للغاية؛ فسوف يمثل هذا، على أي حال، معارضة جريئة لما جاء في الطبعة الأولى، وهي التي سوف تترجم إلى الفرنسية. وسوف يكون ذلك مثالا مدهشا لعلماء الجيولوجيا في المستقبل على طول المدة التي يمكن لعالم بارز مثلك أن يدعم فيها نظرية هشة تماما، كنظرية دو بومون؛ أنت تقول إنك «بدأت تأمل في أن تصمد المبادئ العظيمة التي أكدتها في عملك عبر الزمن». «بدأت تأمل»: عحبا! إن «إمكانية» الشك فيها لم تخطر بذهني على الإطلاق لفترة طويلة. ربما لا يكون ذلك من الحكمة على الإطلاق، غير أن خلاصي الجيولوجي مرهون به؛ فبعد أن عدت من جلين روي، ورأيت كيف أن مبادئك تذلل الصعوبات تماما، فإن حديثك عن «الأمل» يغضبني كثيرا. وبالنسبة إلى سؤالك عن مدى التأثير الذي يمكن أن تحدثه نظريتي عن الشعاب المرجانية على نظرية دو بومون، فأعتقد أنه سيكون من الحكمة أن تستشهد بي بقدر كبير من التحوط، إلى أن ينشر تفسيري بأكمله، وعندها يتسنى لك (ولآخرين) أن تدلوا برأيكم في مدى إمكانية وجود أساس لمثل هذا التعميم. ولتعلم أنني لا أشك في صحتها، غير أنه يجب التحوط كثيرا عند قبول أي رأي يمتد ليشمل مثل هذه المساحات الكبيرة، وذلك في ضوء قدر قليل نسبيا من الحقائق. وأنا عن نفسي لا أشك على الإطلاق أنه في غضون الفترة الحديثة (والتي تسميها أنت «العصر البليوسيني الجديد» وهو ما يزعجني كثيرا)، قد ارتفعت الأشرطة المتعرجة، وليس كل الأشرطة الموازية لبعضها، وهبطت الأشرطة المقابلة لها؛ بالرغم من ذلك، فقد ظلت بعض الأجزاء على الأرجح، كما هي لفترة من الوقت، أو حتى هبطت. وأنا أعتقد أنه لم يكن من الممكن أن يأتي أحدهم بنظرية أشد خطأ من تلك التي تزعم وجود خطوط مستقيمة عظيمة قد ظهرت فجأة.
وأما عن موعد نشر كتابي عن «البراكين والشعاب المرجانية»، فهذا ما لا أعرفه، لكنه، مع الأسف، لن يكون قبل أربعة شهور أو خمسة على الأقل، لكن لتعلم أنني قد انتهيت من كتابة الجزء الأكبر منه. إنني أجد أنني أهدر الكثير من الوقت في تصويب التفاصيل والتحقق من دقتها. إن العمل الحكومي المتعلق بمجال علم الحيوان عبء يثقل كاهلي، وقد أضاعت علي ورقتي البحثية عن «جلين روي» ستة أسابيع. بالرغم من ذلك، فلن أقول إنه وقت مهدر؛ فإذا استطعت أن أثبت للآخرين ما أرى أنه هو الواقع فعلا، فأعتقد أن ذلك سيكون أمرا هاما. لا يمكن أن أشك في أن المادة المنصهرة الموجودة تحت القشرة الأرضية تتمتع بدرجة عالية من الميوعة؛ فهي أشبه بالبحر تحت الجليد القطبي. وبالمناسبة، أتمنى أن تمدني ببعض الأمثلة من السويد، لكي أستشهد بها والمتعلقة ببقاء الأصداف على السطح، وعدم وجودها في الطبقات المعاصرة من الحصى ...
إنني أتذكر ما سمعتك تقوله كثيرا وهو أن للريف تأثيرا سيئا جدا على المفكرين؛ فالضباب الكثيف مع الرذاذ الخفيف سيطفئ بعض التخمينات المهمة. لعلك ترى أنني قد بدأت أشبه اللندنيين في حديثي، وأمقت أهل الريف المساكين الذين يتنفسون الهواء النقي بدلا من الدخان، ويرون الحقول الواسعة بدلا من المنازل المصنوعة من الطوب في شارع مالبوره، وهو المنظر الذي أعترف بأنني أبغضه. إنني سعيد لسماع تقريرك الإيجابي عن اجتماع الجمعية البريطانية، ومما يزيد سعادتي أنني كنت أخوض معاركه مع باسيل هول وستوكس وغيرهما الكثير، وكنت قد توصلت إلى أنه كان اجتماعا ممتازا بلا شك، وذلك من خلال قراءتي للتقرير في نادي الأنثيام. وقد استمتعت كثيرا بما سمعته عن الخلاف بين دون رودريك [موركيسون] وبابيدج. يا له من أمر مثير للشفقة أن الأخير كان عنيدا للغاية ... إن هذا الخطاب مفكك ومليء بالهراء، حتى إنني أتوقف للتنفس بعد كل جملة، وستحتاج أنت أيضا إلى أن تفعل الأمر مثله حين تقرؤه ...
إنني أتمنى من كل قلبي لو كان كتابي الجيولوجي قد نشر. لدي كل الأسباب التي تحفزني على الاجتهاد في العمل، واتباعا لخطاك سوف أواصل العمل بهذا القدر نفسه من الاجتهاد لكي أحافظ على تحقيق تقدم جيد. سأحب أن ينشر كتابي قبل صدور الطبعة الجديدة من كتابك «مبادئ». وبالإضافة إلى تقديم نظرية الشعاب المرجانية، أعتقد أن الفصول المتعلقة بالبراكين سوف تتضمن حقائق جديدة. يؤسفني أنني قد أصبحت أميل إلى التكاسل - عن العمل الجيولوجي الخالص في الفترة الأخيرة؛ إذ يغريني هذا العدد الرائع من الآراء الجديدة التي تصدر بغزارة وثبات عن تصنيف الحيوانات والحشرات، وعن العلاقات بينها وكذلك عن غرائزها، والتي تتعلق جميعها بمسألة الأنواع. لقد ملأت الدفتر تلو الدفتر بالكثير من الحقائق عن هذه المسألة، والتي قد بدأ تجتمع معا «بوضوح» تحت قوانين فرعية.
طابت ليلتك يا عزيزي لايل. لقد أطلت في خطابي، واستمتعت بالحديث إليك بأقصى درجة ممكنة دون أن ألتقي بك شخصيا. فلتضع في الحسبان ما للريف من تأثير سيئ؛ لذا، طابت ليلتك مرة أخرى.
المخلص دوما
تشاز داروين
أرجو منك أن تخبر السيدة لايل بخالص شكري. [إن ما دونه عما كتبه من أعمال خلال هذا العام لا يشير على نحو واضح لأهم عمل كان لا يزال طور الإعداد، ألا وهو: وضع حجر الأساس لما سيكون فيما بعد الإنجاز الأهم في حياته. ويتضح ذلك في خطابه السابق إلى لايل، الذي يتحدث فيه عن كونه «متكاسلا»، وكذلك تؤيد الفقرة التالية من أحد خطاباته إلى فوكس، وجهة النظر تلك:
إنني سعيد لإدراك أنك شخص رائع للغاية؛ إذ إنك لم تنس أسئلتي عن تلقيح الحيوانات. إنها هوايتي الأساسية، وأنا أعتقد فعلا أنني سأتمكن ذات يوم من إضافة شيء في المجال المعقد للغاية المتعلق بالأنواع الحية والضروب.] (3) من 1839 إلى 1841 [في شتاء عام 1839 (29 يناير)، تزوج أبي بابنة عمه، إيما ويدجوود [ابنة جوزايا ويدجوود من مير، وحفيدة مؤسس مصنع إتروريا بوتري ووركس، الذي كان يعمل في مجال الفخار.] كان المنزل الذي شهد السنوات القليلة الأولى من حياتهما الزوجية، وهو المنزل رقم 12 في شارع أبر جاور في لندن، منزلا عاديا، وكان يضم غرفة استقبال في الأمام، وغرفة صغيرة في الخلف، وهي التي كانا يعيشان فيها طلبا للهدوء. في السنوات اللاحقة، اعتاد أبي أن يسخر من القبح الشديد للأثاث والسجاد وغير ذلك في هذا المنزل. أما السمة الوحيدة التي كانت بمنزلة تعويض لهما، فهي أن حديقة المنزل كانت أفضل من معظم المنازل في لندن؛ فقد كانت رقعة بعرض المنزل نفسه، وكان يبلغ طولها ثلاثين ياردة. إن هذه الرقعة الصغيرة من العشب الرث قد جعلت منزل لندن مقبولا أكثر لقاطنيه اللذين نشآ في الريف.
अज्ञात पृष्ठ