ولم تطل فرحتهما باللقاء كالعادة منذ زواجهما، فسرعان ما عرف وانتشر خبر وصول أبي زيد الهلالي سرا ليلا ليسري سريان النار في هشيم الضواحي والبوادي.
وعلى الفور تجمعت الوفود من كل صوب وحدب باتجاه مضارب أبي زيد منشدة ومغنية:
اليوم قد جانا
من هو عزنا وحمانا.
وهكذا لم يجد أبو زيد مهربا للحظات يختلي فيها بالعالية حبيبته - الذي أدماه فراقها - بعدما أرغم على الخروج والالتقاء بالوفود التي تقاطرت على مضاربه مرحبة مستطلعة.
إلى أن جاءه ركب السلطان حسن بن سرحان ذاته، وبصحبته أخته الجازية وقاضي القضاة بدير بن فايد والأمير زيدان الهلالي شيخ الشباب.
وكذلك جاء دياب بن غانم وابنته «وطفاء »، وأزمة بني زغبة الذين قدموا من اليمن إلى نجد في فترة غيابه، تمهيدا لما ستسفر عنه الريادة للتعجيل بالخروج والرحيل.
وما إن تصافح أبو زيد مع الجميع حتى برز التساؤل المؤرق حول مصير الأمراء الشبان. - يونس ومرعي ويحيى، ومصيرهم؟
هنا فاجأ أبو زيد السلطان حسن والجميع بأنهم مودعون سجون الزناتي والعلام بتونس كمتسللين وجواسيس، بينما أطلقوا هم سراحه ليرجع إلى هنا - نجد - ويعود من جديد بفديتهم.
عندئذ علا الحزن والكمد وجه السلطان حسن لفقده أولاده الثلاثة: يونس ... أكبادي!
अज्ञात पृष्ठ