95

* وصل

إمكان الماهيات الخارج عن مفهومها الوجود ، عبارة عن لا ضرورة وجودها وعدمها بالقياس إلى ذاتها من حيث هي ، وإمكان الوجودات كونها بذواتها مرتبطة ومتعلقة ، وبحقائقها روابط وتعلقات إلى غيرها ؛ حيث إن حقائقها حقائق تعلقية ، وذواتها ذوات لمعانية ، كما سيأتي بيانه ، فصدق عليها لا ضرورة الطرفين من حيث خصوصياتها وتعيناتها ؛ حيث إنها من هذه الحيثية عين الماهيات ، وأما من حيث استهلاكها في الوجود الواجبي ، مع قطع النظر عن تشخصاتها ، فليس يثبت لها الإمكان في شيء ، بل هي من هذه الحيثية واجبة بعين وجوبه تعالى.

* أصل

الإمكان اللازم للماهية إن كان كافيا في فيضانها عن الواجب لذاته ، دامت الماهية موجودة بدوام الواجب ، وإلا توقف على شرائط ، فيكون لها إمكانان ، أحدهما الإمكان اللازم للماهية ، والثاني الاستعداد التام الذي يحصل عند حصول الشرائط وارتفاع الموانع ، وهذه الشرائط تكون لا محالة حادثة مسبوقة بحوادث أخر ، وكذلك تلك الحوادث الأخر ، وهكذا ليكون كل سابق مقربا للسبب الموجد إلى المسبب ، بعد بعده عنه ، وذلك إنما يكون بحركة دائمة إلا ما شاء الله ، كما سيأتي تحقيقه.

ولا بد لتلك الحوادث من محل ليتخصص الاستعداد بوقت دون وقت ،

पृष्ठ 115