ولا جائز أيضا أن يكون ثباتها وقدمها باعتبار ماهيتها الكلية. كيف ، والماهيات ليست جاعلة ، ولا مجعولة ، فلا عبرة باستمرارها!
فإذن الحق في ذلك ما ذكره الأستاذ دام ظله موافقا لمرموزات المتقدمين وتصريحاتهم ، وهو ما نذكره ، فاسمع :
* أصل
إن لكل طبيعة حقيقة عقلية عند الله تعالى ، موجودة في علمه سبحانه ، بها بقاؤها وثباتها وتقومها ووجودها ، وهي بحقيقتها العقلية لا تحتاج إلى مادة واستعداد وحركة وزمان ، ولها شؤونات متعاقبة متصلة واحدة في علم الله.
وإذا نظرت إلى تكثر شؤونها الحادثة المتجددة وجدت كلا منها موجودا في وقت ، محتاجا إلى قابل مستعد يتقدم عليه زمانا ، وذلك القابل من حيث كونه أمرا بالقوة أمر عدمي ، لا يحتاج إلى علة معينة ، لكونه بمعنى عدم شيء ما عن شيء ما ، فيكفي في حصوله وجود صورة ما مطلقة تكون القوة قوة لها على كمال ما من الكمالات ، ومن حيث استعداده الخاص القريب يفتقر إلى صورة معينة هي جهة استعداده وقوته القريبة من الفعل ، فإذا خرج من هذه القوة القريبة إلى الفعل الذي يقابلها وجب أن تبطل صورته السابقة بلحوق صورته اللاحقة ؛ لعدم إمكان الاجتماع بينهما ، كما تبطل صورة النطفة إذا حدثت صورة الحيوان ، وهكذا كل صورة تتجدد بانقضاء سابقتها ، وتبطل بحدوث عاقبتها ، على نعت الاتصال التجددي.
وأما اختصاص كل صورة خاصة شخصية بوقتها الجزئي فليس ذلك بأمر
पृष्ठ 201