على رسول الله ص وأنت تبيع القرص ببقيع الفرقد فصدقه وكان ذلك قريبا من موت رسول الله ص إذ سورة براءة آخر ما نزل من السورة فانظر كيف تقلبت الحال حتى صار مع ضعف الوسائل تارة بالنقص في العلوم وتارة بعدم البسالة وتارة برقة الحال وتارة بمناظرته في أن التنزيل كما قال وليس الأمر كذا إلى أن صار رئيسا لمن زلت طائفة من العقول لشرفه فتوهمته إلها معبودا وربا موجودا نعوذ بالله تعالى من مقالتهم وسوء طريقتهم-
ومما يشبه قول أبي في بيع القرص ما روي أن أبا بكر حض الناس على الجهاد فتثاقلوا قال عمر لو كان عرضا قريبا الآية فقال له خالد بن سعيد بن العاص يا ابن أم عمر ألنا تضرب أمثال المنافقين والله لقد أسلمت وأن لبني عدي صنما إذا جاعوا أكلوه وإذا شبعوا استأنفوه-
. ومما يلحق بهذا ما روي من أن نسوة رأين عمر راكبا ومعاوية ماشيا فقلن ألا تعجبن عمر راكب وابن هند ماش. ومن ذلك ما رواه المؤرخون من كونه حفظ سورة البقرة في اثنتي عشرة سنة وقيل في سبع عشرة سنة ومن روى الرواية الأولى قال إنه لما حفظها نحر جزورا. قال عبد الله بن إسماعيل إن القول في هذا كما قيل في جنسه من أنه إن كان هذا قدر القريحة فغريب أو قدر الاهتمام فعجيب ويمكن أن يقال إن نحر الجزور يدل على الأول لأن النحر يدل على شدة السرور بحفظها
पृष्ठ 18