काल मौत की वापसी: सभी समय का सबसे खतरनाक हत्यारा
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
शैलियों
لأكثر من 200 عام قاوم الأفراد في كل أنحاء أوروبا وفيات الطاعون الهائلة، وقد صمدوا صمودا مثمرا؛ إذ استمرت أعداد السكان في النمو، وإن كان نموا بطيئا للغاية، إلا أن العدو كان يحكم قبضته شيئا فشيئا، فكما رأينا؛ نتيجة للتجارة المتزايدة باستمرار، استشرى الطاعون على نطاق أوسع، واجتاح أماكن أكثر وارتفعت أعداد الوفيات على نحو هائل. منذ نهاية القرن السادس عشر وعلى مدار نحو 80 عاما، كان عدد سكان أوروبا (وبالأخص في إنجلترا حيث تتوافر إحصائيات أكثر تفصيلا) ثابتا، بل انخفض انخفاضا طفيفا. كان الطاعون يحرز انتصارا تلو الآخر، ولو قدر لهذا الاستمرار لاندثرت حضارتنا.
الفصل السادس
صورة وباء
عرفنا المزيد والمزيد عن الطاعون وبدأت الأدلة تتراكم. وقد انبثقت شيئا فشيئا صورة أكثر وضوحا حول خصائصه، بيد أن هذا نبع من تشكيلة هائلة من المصادر المتناثرة والمتبعثرة من كافة أنحاء أوروبا، التي اقترنت بروايات شهود العيان المختلفة. لقد عقدنا العزم على العودة إلى تحليلنا المفصل لسجلات أبرشية بنريث لنرسم صورة أحد الأوبئة التي تعكس تماما الحال في البلدات الإقليمية في المملكة المتحدة، وربما في أنحاء أوروبا كلها أيضا في القرنين السادس عشر والسابع عشر. لطالما تكرر كثيرا هذا النمط من الأحداث وقصص الرعب والفجيعة والبطولة.
لم يكن الطاعون الذي تفشى في بنريث عام 1597، والذي تناولناه في المقدمة، حدثا منفصلا؛ فقد كان واحدا من سلسلة أوبئة اجتاحت شمال إنجلترا وكانت تنتقل على نحو متسلسل من إحدى بلدات السوق إلى البلدة التالية. لقد قررنا دراسة هذه النوبة الكبيرة، بعيدا عن لندن، بالتفصيل كي نميط اللثام بالضبط عن كيفية انتشاره ومن أين جاء. بنهاية القرن السادس عشر كانت جميع بلدان أوروبا قد عايشت الطاعون لمدة 250 عاما، وكانت في حالة رعب مستمر من أنه يوما ما سوف يفد إليهم مسافر مصاب، أو أن أحد أبنائهم سوف يعود من مكان ضربه الطاعون. وإذا حدث السيناريو الأسوأ، تجاوبوا بصرامة وبطريقة أكثر تنظيما من الهلع الأهوج الذي استقبلوا به الموت الأسود.
تذكرنا أن سجلات أبرشية بنريث قد ذكرت أنه ظهر «طاعون مصحوب بقرح» في نيوكاسل ودرم ودارلينجتون عام 1597، فكان من الواضح أن خطوتنا التالية ستكون فحص سجلات ومحفوظات الأماكن المذكورة لنرى كيف تصرفت إبان الطاعون. (1) بداية الرعب
كانت نهاية القرن السادس عشر فترة ضنك ومجاعة عظيمة في شمال إنجلترا، وسجلت وفيات هائلة في العديد من الأبرشيات. كتب رئيس رهبان كاتدرائية درم في يناير عام 1597 يقول:
زحف تأثير العوز والقحل إلى مقاطعات نورثمبرلاند وويستمورلاند وكومبرلاند، وبلغت ندرة الطعام الحد الذي اضطر معه الأفراد إلى السفر من كارلايل إلى درم، مسافة 60 ميلا (100 كيلومترات) مجتازين بعضا من أسوأ القرى الريفية في المملكة؛ من أجل شراء الخبز.
أول أنباء وردت عن ظهور المرض كانت في الميناء البحري لمدينة نيوكاسل في شمال شرق إنجلترا؛ مما يشير إلى أن الطاعون وصل عبر بحر الشمال من أوروبا القارية. إبان صيف عام 1597، اجتاح الطاعون نيوكاسل، وإن كان لا يوجد أرقام بإجمالي عدد الوفيات.
في السادس والعشرين من مايو عام 1597 اشتكى رئيس كاتدرائية درم مرة أخرى من أنه يوجد قحط كبير في درم، في بعض الأيام كان يصل عدد الأحصنة المحملة بالذرة المستوردة من الخارج في نيوكاسل إلى 500 حصان، مع أن هذه البلدة وبلدة جيتشيد تفشى فيهما الطاعون على نحو خطير. وفي السابع عشر من سبتمبر، أخبر اللورد بيرلي، وزير الدولة، أن الطاعون استفحل في نيوكاسل؛ ومن ثم «لا يمكن أن يقترب مفوضو الحكومة بعد من هذا المكان» (في حقيقة الأمر، لم تكن الجلسات تعقد على الإطلاق بسبب الطاعون في نيوكاسل ودرم). كان التجار الأجانب يبيعون الذرة بسعر مرتفع إلى أن طرح بعض أعضاء مجلس المدينة مخزونا للبيع بسعر أقل بمقدار شلن لكل بوشل (المكيال الإنجليزي للحبوب).
अज्ञात पृष्ठ