काल मौत की वापसी: सभी समय का सबसे खतरनाक हत्यारा
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
शैलियों
مع أن تدابير تعزيز الصحة العامة المطورة هذه كانت رائعة، فإنها لم تحدث أدنى تأثير على تطور أو شدة الطاعون، حتى عندما كانت تنفذ بحذافيرها.
كانت أكثر التدابير صرامة في طاعون عام 1563 تلك التي وضعتها الملكة إليزابيث من أجل سلامتها الشخصية:
علقت مشنقة في السوق بمدينة وندسور لشنق كل ما يأتون من لندن. يحظر جلب بضائع إلى أو عبر أو بواسطة وندسور، كما يحظر على أي شخص أن يحمل أخشابا أو بضائع أخرى إلى أو من لندن عبر النهر الذي يمر بوندسور. بمثل هؤلاء تنزل عقوبة الإعدام شنقا بلا محاكمة. وأما أولئك الذين يجلبون أية بضائع من لندن إلى وندسور فيطردون من منازلهم، وتغلق تلك المنازل.
قطعا أدرك الناس أن الخطر يصاحب وصول المسافرين.
جرى تحديث مراسيم الطاعون هذه عام 1568. تمثلت أحد البنود الضرورية لوسائل مكافحة الطاعون في تعيين المفتشين. في مراسيم عام 1543، أمر أعضاء المجالس البلدية بإرسال شمامستهم لوضع علامة الصليب على المنازل المصابة. بيد أنه في الوقت المناسب انتقلت هذه المهام المتضمنة تفتيشا وإخطارا وعزلا وتسجيلا في لندن إلى أيدي رابطة موظفي الشئون الإدارية بالأبرشية. وكان النشاط الأساسي لموظفي الشئون الإدارية بالأبرشية هو موسيقى الكنيسة. وكان الإرث والوقف ينتقلان إليهم مقابل أداء خدمات معينة أو من أجل تشجيعهم عموما. وكان جميع أعضاء رابطة موظفي الشئون الإدارية بالأبرشية يحضر في تلك الآونة جنازة بعض الأثرياء، وهكذا استطاعوا بسهولة أن يتكيفوا مع دورهم الجديد. اشتملت مهامهم على تجميع قوائم أسبوعية بالوفيات في كل أبرشية.
تلزم مراسيم عام 1581 «أن يقسم مراقبان متحفظان بداخل كل أبرشية قسما أمينا بتفقد جسد كل من يموت بداخل نفس الأبرشية وأن يبلغ موظف الأبرشية الذي يعمل لدى مراقبي الموظفين الإداريين بالأبرشية». اقتصرت وظيفة هؤلاء المراقبين المتحفظين على تحديد ما إذا كان الموت قد حدث بسبب الطاعون أو لأسباب أخرى، إلا أنهم كانوا يحلفون على أداء مهامهم بكل أمانة، حيث كانت مراسيم القسم تتم داخل كنيسة سان ماري لو بو بشارع تشيبسايد في لندن. (4) نجاة ويليام شكسبير
ضرب الطاعون بلدة ستراتفورد آبون آفون مرارا وتكرارا. دون في السجلات التاريخية يوم الحادي عشر من يوليو 1564 أنه «ها هنا بدأ الطاعون»، وأن أول شخص لقي حتفه هو أوليفر جونه، تلميذ توماس ديجي. بعدها بتسعة أيام، دفنت جوانا ديجي زوجة توماس ديجي. نقل أوليفر جونه المرض إلى خمس أسر أخرى، وبفحص السجلات يتبين أنه نقل العدوى هو وجوانا ديجي إلى نحو 20 مصابا. وهكذا بدأ الوباء حيث وصل ذروته في سبتمبر قبل أن يخمد تدريجيا في يناير من العام التالي. وسجل نحو 220 شهادة دفن على إثر الإصابة بالطاعون الذي كان يمثل وباء كبيرا، إلا أنه لم يكن بنفس القدر من الحدة مثل بعض الأوبئة الأخرى.
كان ويليام شكسبير هو المولود الثالث لجون شكسبير وزوجته ماري أردن، لكنه المولود الأول الذي عاش إلى ما بعد مرحلة الطفولة. كان ويليام شكسبير يبلغ من العمر ثلاثة أشهر عندما تفشى الطاعون عام 1564، وكان محظوظا أن ينجو من العدوى ويظل على قيد الحياة بعد فترة الرضاعة؛ فمن المرجح أن تكون والدته قد فرت إلى منزل عائلتها في قرية ويلمكوت التي تبعد نحو ثلاثة أميال (خمسة كيلومترات)، وكان هذا المنزل لا تزال تقطنه زوجة أبيها الأرملة. لو كان الأمر جرى على خلاف ذلك، لربما لم تصل إلينا أعمال شخص عبقري. (5) القيمة الحقيقية لسجلات وقوائم وفيات الأبرشيات للباحثين في تاريخ الطواعين
كما ذكرنا قبلا، تعود ممارسة الاحتفاظ بسجلات الأبرشية الخاصة بالمعمودية والزواج والدفن إلى نحو عام 1540. في البداية كانت مهلهلة، إلا أنها صارت أكثر تنظيما شيئا فشيئا، وقدمت معلومات أكثر قيمة في كل بند من بنودها، فهي لا تقدم مجرد بيانات رقمية بشأن البلديات المصابة وعدد المصابين وتواريخ الدفن، إنما تقدم أيضا أسماء الضحايا وتفاصيل أخرى عنهم. ظلت هذه السجلات المفصلة لما يقرب من الأربعمائة عام، وهي سجلات تنفرد بها إنجلترا. في العصر الإليزابيثي سن قانون يلزم الكاهن أو موظف الأبرشية بتسجيل أي حالات وفاة من الطاعون في سجل الأبرشية. سوف نوضح في وقت لاحق كيف يمكن تحليل هذه السجلات التي لا تقدر بثمن لإماطة اللثام عن خيوط مهمة.
منذ منتصف القرن السادس عشر تقريبا بدأ حفظ قوائم بيانات أخرى مثل قوائم وفيات لندن، وهي قوائم أسبوعية، وملخصات شهرية وسنوية بوثائق الدفن، التي اشتملت فيما بعد على أسباب الوفاة. وقد كانت في الأساس بمنزلة نظام تحذير مبكر لرصد وصول وباء طاعون؛ لذلك يوجد كم وفير من المواد التي قد تفيد المؤرخين بشأن المائة سنة الأخيرة من عصر الطواعين. ولسوء الحظ، ليس هذا هو الحال بالنسبة إلى الفترة من عام 1350 إلى عام 1550. (6) آخر مائة عام من الطاعون
अज्ञात पृष्ठ