काल मौत की वापसी: सभी समय का सबसे खतरनाक हत्यारा
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
शैलियों
انتشر الطاعون غربا من مارسيليا إلى مونبلييه، ونربونة، وبيربينيا، وقرقشونة التي وصلها في مايو عام 1348، ومن هناك انتقل إلى تولوز ، ومونتوبان، وهكذا وصل إلى ميناء بوردو على الساحل الأطلسي في الفترة ما بين يونيو وأغسطس عام 1348. كان متوسط معدل انتشاره بين ميل وخمسة أميال (2-8 كيلومترات) في اليوم؛ مما يوحي أنه كان ينتقل في المقام الأول عن طريق الأفراد المصابين المسافرين سيرا على الأقدام وليس على صهوة الجياد.
انتشر الموت الأسود شمالا أيضا من مارسيليا، ووصل أفينيون في مارس 1348، حيث ضربها بوحشية. عدد الوفيات المسجل، مع أنه رقم مبالغ فيه بكل تأكيد، هو عدد صاعق: 1800 نسمة خلال ثلاثة الأيام الأولى، وإجمالي 150 ألف نسمة في المدينة وضواحيها الريفية. فر كثيرون من المدينة، إلا أن البابا كليمنت السادس ظل في عزلة على مقربة، محيطا نفسه بألسنة النيران الهائلة التي كان من المفترض أنها تنقي الهواء.
كتب أحد الكهنة المجهولين خطابا إلى أصدقائه يروي فيه القصة الكاملة للطاعون في أفينيون. استهل الكاهن خطابه بتقديم وصف قيم لمسار تطور المرض ومجريات التحقيقات التي أمر بها البابا:
يمكن أن يظهر المرض في ثلاثة أشكال مختلفة: في الشكل الأول، يعاني الأفراد من آلام في الرئة وصعوبة في التنفس، ولا ينجو هؤلاء الضحايا حتى لو كان المرض قد هاجمهم هجوما طفيفا، ولا يعيشون بأي حال من الأحوال أكثر من يومين. أجرى الأبحاث أطباء من مدن كثيرة بإيطاليا، وأيضا في أفينيون، بناء على أمر من البابا للوقوف على منشأ هذا المرض. فتح الأطباء الكثير من الجثث وشرحوها، ووجدوا أن جميع الذين قضوا نحبهم فجأة بهذه الطريقة قد أصيبت رئاتهم وكانوا يبصقون دما. الطبيعة المعدية للمرض هي حقا الأكثر بشاعة؛ لأنه فيما يموت أي مصاب، فإن كل من رآه في مرضه، أو زاره، أو دخل معه في أية تعاملات تجارية، أو حتى حمله إلى القبر، سرعان ما يلحق به إلى هناك، ولم تكن توجد سبل معروفة للوقاية منه.
ثمة شكل آخر من أشكال المرض، يستكمل دورته بالتزامن مع الشكل الأول؛ بمعنى أن أوراما معينة تظهر في الإبطين، وسرعان ما يموت الأفراد نتيجة لذلك. الشكل الثالث للمرض - على غرار الشكلين السابقين - يصيب الأفراد من كلا الجنسين بأورام أعلى منطقة الفخذ، وهذا النوع يفضي سريعا إلى الموت أيضا.
افترض الكاهن، كالجميع، أن هذا المرض معد عن طريق الاتصال المباشر وكرر ما كتبه الآخرون:
تفاقم الوباء بالفعل لدرجة أن الطبيب كان لا يزور المريض خوفا من العدوى، حتى لو أعطاه المريض كل ما يملك عن طيب خاطر، ولم يكن الأب يزور ابنه ولا الأم ابنتها. في الحقيقة لم يكن أحد يزور أحدا مهما كانت صلة قرابتهما إلا إذا كان مستعدا للموت معه، أو اللحاق به سريعا.
على ما يبدو فإن التجنب التام حتى لأقرب الأقربين كان السلوك السائد، وما من أحد شكك في فكرة أن المرض كان معديا نتيجة الاتصال المباشر. استطرد الكاهن قائلا:
قضى نصف أو أكثر من نصف سكان أفينيون نحبهم بالفعل. يوجد الآن أكثر من 7 آلاف منزل مغلق بداخل جدران المدينة، لا أحد يقطن هذه المنازل، فكل قاطنيها رحلوا، والضواحي شبه خاوية من السكان. اشترى البابا حقلا قريبا من كنيسة «سيدتنا العذراء مريم صانعة المعجزات» ودشنه لدفن الموتى، فدفن فيه 11 ألف جثة. هذا بخلاف أولئك الذين دفنوا في مدافن مستشفى سانت أنطوني، والمدافن التابعة للهيئات الدينية، والمدافن الأخرى الكثيرة الكائنة في أفينيون. وفيما يتعلق بالمناطق المجاورة، أود أن أشير إلى أن كل بوابات مارسيليا، باستثناء بوابتين صغيرتين، مغلقة الآن؛ لأن أربعة أخماس السكان لقوا حتفهم.
من الواضح أن تعداد الوفيات كان مرتفعا في فرنسا مثلما كان مرتفعا في إيطاليا.
अज्ञात पृष्ठ