काल मौत की वापसी: सभी समय का सबसे खतरनाक हत्यारा
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
शैलियों
بلغت الوفيات في فلورنسا ما بين نحو 45 ألف نسمة و65 ألف نسمة، وهي نسبة تعادل على الأرجح 50 بالمائة من وفيات مدن وبلدات إيطاليا. مرة أخرى تكررت الرواية من جديد؛ فإبان طاعون سيينا، وصف أنيولو دي تورا (الذي دفن خمسة من أبنائه) كيف كان الأب يهجر أبناءه، وهكذا يموتون واحدا تلو الآخر. لم يكن ممكنا العثور على شخص ليدفن أكوام الموتى الضخمة في الحفر العميقة، إنما كان ينثر التراب عليها لدرجة أن الكلاب كانت تجرهم إلى الخارج وتنهش أجسامهم. يا لها من صورة مرعبة.
واجه الشاعر بترارك الطاعون في بارما ووصفه في خطاباته. حاول السكان إقامة حجر صحي حول أنفسهم لمنع أي تواصل مع البلدان التي كانت مصابة بالفعل، ولم يصل الطاعون إلى هناك حتى يونيو عام 1348. لكن عندما وصل، وقعت نفس الأحداث المقيتة؛ بلغت الوفيات نحو 40 ألف نسمة في غضون ستة أشهر.
استشرى الوباء في إيطاليا لمدة بلغت نحو عام قبل أن يبدأ في الانحسار. كتب بترارك في أسى شديد إلى أخيه، الناجي الوحيد من بين خمسة وثلاثين شخصا بأحد الأديرة بمونريو:
خيم الحزن على كل الأرجاء، وكان الخوف في كل مكان. ليتني لم أولد قط يا أخي، أو على الأقل ليتني مت قبل أن أرى هذه الأيام. كيف ستصدق ذريتنا أنه أتى زمان أصبح العالم بأكمله تقريبا غير مأهول بالسكان؟
متى سمع أو شوهد أي شيء مثل هذا؛ في أي حوليات قرئ قط عن أن المنازل تركت غير مأهولة، والمدن مقفرة، والبلاد مهملة، والحقول صغيرة للغاية عن أن تسع الموتى، وسادت عزلة مخيفة وعامة في كل أنحاء الأرض؟
هل ستصدق الأجيال القادمة هذه الأمور، في الوقت الذي يصعب علينا نحن الذين شهدناها أن نصدقها؟ كنا سنظن أننا كنا نحلم لو أننا لم نر بأم أعيننا المدينة وهي في حداد جنائزي عند خروجنا من المنزل، ونجدها خاوية لدى عودتنا؛ فنعلم أن ما نتحسر عليه واقع فعلي.
لعلنا اكتشفنا خيطا مهما هنا: أخو الشاعر بترارك كان الناجي الوحيد في مجتمع رهبنة مغلق، ومع ذلك فلا بد أنه كان على مقربة كبيرة من زملائه الرهبان، فكيف تحاشى العدوى؟ هل هذا دليل على أن بعض الأشخاص في أوروبا أظهروا نوعا من المقاومة لهذا المرض اللعين؟ (4) اجتياح فرنسا
بعد أن ضرب الطاعون فرنسا في أواخر عام 1347 أو مطلع عام 1348، ربما يكون تقدير الوفيات بنحو 57 ألف نسمة في مارسيليا وما حولها مبالغا فيه، إلا أن أحداث الرعب والوفيات هناك هي ما توقعناه تماما. دون سيمون دو كوفينو، وهو طبيب من باريس، ذكرياته عام 1350، وهي تقدم قراءة باعثة على الانقباض:
صارت الوجوه شاحبة، والهلاك الذي يهدد الناس كان موصوما على جباههم. كان يكفي أن تنظر في وجوه الرجال والنساء لتقرأ فيها أن البلية أوشكت أن تحدث؛ إذ كانت تعلوها صفرة مميزة تنبئ بدنو العدو، وقبل يوم الهلاك، كان حكم الإعدام يكتب بوضوح على وجه الضحية. لم يبد أن أي مناخ له أدنى تأثير في هذا المرض الغريب؛ فما من حرارة أو برودة أمكنها أن تردعه، فالبيئات الصحية المرتفعة عرضة له مثلها مثل البيئات الرطبة المنخفضة. كان ينتشر في برد الشتاء بنفس القدر من السرعة التي ينتشر بها في حرارة الصيف.
يمكننا معرفة بعض الأمور المهمة عن طبيعة هذا المرض من هذه الرواية القيمة. لاحظ كوفينو أيضا أن الطاعون بدا معديا للغاية لدرجة أن نفسا واحدا من المصاب، أو قطعة من ملابسه، كافية لنقل المرض.
अज्ञात पृष्ठ