काल मौत की वापसी: सभी समय का सबसे खतरनाक हत्यारा
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
शैलियों
87
فيما استمر الوباء جنوبي شرق آسيا، تمت السيطرة على المرض عن طريق اتخاذ تدابير الصحة العامة السليمة في أماكن أخرى من العالم التي ظهر المرض فيها، من خلال المسافرين جوا. حدد العلماء تدريجيا بعضا من خواص المرض. تتراوح فترة حضانة المرض ما بين يومين إلى عشرة أيام، ولا يكون الأفراد قادرين على نقل العدوى أثناء تلك الفترة على الأرجح - على خلاف الطاعون النزفي - من ثم من المفترض أنه يسهل التغلب على سارس من خلال العزل الفوري للحالات المصابة.
ينتقل المرض أيضا عن طريق الرذاذ وليس الهباء الجوي، ويبدو أن انتقال العدوى يتطلب اتصالا أقرب كثيرا بسوائل وإفرازات الجسم. قد ينتقل الفيروس إليك بمجرد لمس سطح طاولة أو زر مصعد أو مقبض باب ملوثين، ويمكن أن ينتقل عبر مواسير المجاري أو الهواء بداخل طائرة. بيد أن وكالة حماية الصحة بلندن صرحت أنه إذا كان سارس ينتقل عن طريق الهباء الجوي، لتراوح عدد المصابين ما بين 10-100 مرة أمثال المصابين الفعليين.
سلط وباء سارس الصغير الضوء على العديد من التحذيرات الهامة. أولها: أن أمراضا جديدة آخذة في الظهور طوال الوقت، وعلى السلطات الصحية في أنحاء العالم أن تكون في حالة يقظة مستمرة. يعتقد أن فيروس سارس ظهر أول ما ظهر في حيوان شبيه بالقط يطلق عليه زباد النخيل المقنع، ثم اخترق الحاجز النوعي ليصيب الإنسان. يعتبر لحم الزباد لحما شهيا في إقليم جوانجدونج.
ثانيا: أن أي مرض جديد يمكنه أن ينتشر سريعا إلى جميع أرجاء الكرة الأرضية عن طريق السفر جوا.
ثالثا: دائما ما يثير أي وباء حالة فزع؛ لأنه في هذه المرحلة، يكون كل من العامل المعدي والعواقب مجهولين، ولهذا الوضع عواقب وخيمة، مثل التوقعات بتكبد الخطوط الجوية الدولية خسائر هائلة، والإشارة إلى احتمال انهيار الاقتصاد العالمي.
أخيرا: لا بد من اتخاذ إجراء فوري بمجرد اكتشاف موجة التفشي. يشير تقرير في «دورية الجمعية الطبية الأمريكية» إلى أنه سرعان ما أمكن السيطرة على وباء سارس في بكين بمجرد أن توقفت السلطات الصينية عن التكتم على وجوده، ففي خلال ستة أسابيع فقط، تراجع الوباء بحيث لم تعد هناك حالات إصابة جديدة على الإطلاق بعد أن كان المستشفى يستقبل كل يوم 100 حالة جديدة في ذروة الوباء. (6) هل تعلمنا الدرس؟
بصفة عامة، تدرك السلطات الصحية في كل أنحاء العالم جيدا مخاطر الأمراض الناشئة، وثمة فرق دولية في حالة تأهب للتعامل مع أي موجة تفشي يبلغ عنها، لكن هل تعلمنا الدروس المستفادة من فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز؟ فلو حدث وظهر مرض له شراسة وقدرة على الفتك تضاهيان تلكما اللتين كانتا للموت الأسود، حينها لن تكون مجرد حماقة من الحكومة أن تحذر منه بحملات دعائية، وإنما سيكون هذا أمرا كارثيا، وكذلك إذا فكر أي شخص قائلا: «مستحيل أن يحدث هذا في بلدي.» حالما يتم التعرف على طرق انتقال العدوى وتحديد طبيعة المرض، فسيتعين في الحال اتخاذ تدابير مكافحة وسلامة صارمتين. يكمن السر في تحديد فترتي الحضانة وانتقال العدوى. وبالطبع ينبغي أن تتوافر المساعدة والتعاون الدوليان الكاملان؛ إذ لا بد أن تعمل فرق من علماء الأوبئة والأحياء الدقيقة بلا انقطاع على مدار الساعة لتحديد خصائص المرض الجديد، حتى يمكن التنبؤ بانتشار الوباء وعواقبه، وبناء على ذلك تتخذ التدابير المناسبة.
كما هو الحال دائما، فثمن السلامة هو اليقظة الأبدية.
الفصل العشرون
अज्ञात पृष्ठ