काल मौत की वापसी: सभी समय का सबसे खतरनाक हत्यारा
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
शैलियों
إن فيروس الإيبولا هو - كما يزعم - أبشع طريقة للموت اليوم، وهو يشبه الطاعون النزفي إلى حد مخيف؛ إذ لا يتوقف المريض عن القيء، فيتقيأ سائلا يعرف بالقيء الأسود، وهو في الواقع مزيج ملطخ من الأنسجة التالفة ودم شرياني أحمر جديد ناتج عن نزيف داخلي، ويكون القيء محملا بالفيروس وشديد العدوى. وأقول مرة أخرى: إن هذا الفيروس حيواني المنشأ أيضا؛ يشتبه أن مستودعه الحيواني إما الغوريلا أو الشمبانزي. في مارس عام 2003، انتشرت أخبار عن موت ما يزيد عن 100 شخص في منطقة غابات نائية في جمهورية الكونغو في موجة تفش وبائي منتشرة لفيروس يشتبه في أنه الإيبولا، يعتقد أنه متعلق بتناول لحوم قرود مصابة. في محمية لوسي للغوريلات وحدها، مات ما بين 500 إلى 800 حيوان. وفي محاولة للحد من انتشار الفيروس، أغلقت كافة المدارس والكنائس في المنطقة، وطلب من الأفراد التزام منازلهم، إلا أنه كان من الصعب تطويق المنطقة بأكملها بسبب شبكة مسالك الغابات الضيقة.
أودى وباء له أعراض شبيهة بأعراض الإيبولا بحياة 63 شخصا في مايو عام 1999 في منطقة الحدود الشرقية لجمهورية الكونغو الديمقراطية المنكوبة بسبب الحرب، إلا أن السلطات المعنية بالأمور الطبية أعلنت أن الحمى النزفية لم تكن بسبب فيروس الإيبولا. وكانت المنطقة قد عانت من موجات تفش شبيهة في وقت سابق بين عامي 1994 و1997. تمركزت موجة تفش عام 1999، في بلدة تعدين الذهب دربا الواقعة بالقرب من الحدود مع أوغندا والسودان. ويعتقد أن معظم الضحايا كانوا من عمال المناجم غير الشرعيين الذين يعيشون في أوضاع غير صحية. على الأرجح كانت هذه فاشيات لمرض ناشئ آخر في أفريقيا. (9) المرض الأكثر ترويعا في وقتنا الحاضر
تنتمي حمى القرم-الكونغو النزفية إلى فئة الحمى النزفية الفيروسية الكبيرة التي تعد - بأعراضها المأسوية ومعدلات وفياتها المرتفعة - من أكثر الأمراض غموضا وأكثرها ترويعا اليوم. هذا الفيروس - الذي شخص للمرة الأولى في القرم عام 1944 ثم اكتشف في الكونغو عام 1956 - ينتشر عبر مساحات شاسعة من العالم عن طريق القراد الذي ينقله إلى الإنسان والحيوانات المجترة. يمكن أيضا أن يصاب الإنسان بالعدوى عن طريق الاتصال المباشر بالدم أو غيره من الأنسجة المصابة من الماشية.
عادة ما يتوفى المريض بعد ستة أيام من بدء المرض، وتضم قائمة الأعراض مجموعة مألوفة: حمى، وآلاما بالرأس، وقيئا، وإسهالا، وأورام الغدد الليمفاوية، ونزيفا من الأنف والحلق واللثة والقولون، ونزيفا تحت الجلد؛ مما يسفر عن طفح جلدي نزفي شامل. (10) الفيروس الغامض
تعرف الآن المتعضية المحيرة التي ضربت السكان الأصليين لأمريكا عام 1993 باسم فيروس «سين نومبري» (المعنى الحرفي: «عديم الاسم»). تطلب الأمر ثلاثة أشهر و40 حالة وفاة قبل أن يتمكن الخبراء من فهم طريقة التعامل مع الموقف، حيث أثبتوا أن فأر الإيل هو مستودع المرض. وقد قفز الفيروس من القوارض إلى الإنسان وصنف على أنه فيروس هنتا.
الأمر المثير للقلق هو ظهور فيروس هنتا جديد كل عام، بعضه يستعمر المناطق الجغرافية التي كانت سالمة من هذا البلاء فيما مضى. ويحتمل أن فيروس سين نومبري كان قد ظهر من قبل؛ إذ يحكي الأدب الشعبي لأهل نافاجو (أحد شعوب أمريكا الشمالية) عن وباءين غامضين ظهرا عامي 1918 و1934 ويحذر من مخاطر الاقتراب الشديد من القوارض. (11) الوحش النائم
عندما بدأ البشر أول ما بدءوا العيش معا على مسافات قريبة في المدن، وما بينها من طرق تجارية مزدحمة، وجدت الظروف المثالية تماما للظهور الحتمي للأمراض الفتاكة حيوانية المنشأ، وقد تناولنا لتونا بعضا من أكثر الأمثلة بشاعة. في الولايات المتحدة، لطالما كان فيروس غرب النيل يمثل مشكلة لسنوات، وهو مستوطن حاليا في الكثير من أجزاء البلاد، وقد ظهر في أوغندا عام 1937. تقوم طائرات القوات الجوية الأمريكية برش المياه الراكدة والمستنقعات حيث يعيش البعوض الذي ينقل الفيروس للحيلولة دون تفاقم المرض. وتنشر الطيور المصابة العدوى ومن بعدها البعوض. أعلن العلماء بجامعة أكسفورد في خريف 2002 عن اكتشافهم لأجسام مضادة للفيروس في عدد من الطيور الميتة في إنجلترا، وهي علامة مؤكدة على العدوى سواء أكانت سابقة أم حالية.
يزداد العالم تقاربا في القرن الواحد والعشرين، وبدأنا نحن ننتقل إلى مزيد من المناطق التي لم يطأها أحد قبلا. عندما تنخرط أعداد كبيرة من الأشخاص في السياحة البيئية أو يدخلون إلى الغابات المطيرة لقطع الأشجار، فإنهم يحتكون بآلاف الفيروسات التي لم يسبق لها أن اقتربت من الإنسان من قبل. ومع أن الأغلبية العظمى من هذه الفيروسات لن تستطيع تخطي الحاجز النوعي، فإن القليل منها سوف يتمكن من ذلك.
إذا كانت طواعين أثينا وجستينيان والإمبراطورية الإسلامية الأولى والطاعون الأصفر من أشكال الطاعون النزفي كما أشرنا؛ إذن فلا بد أن الفيروس المسئول عن الموت الأسود ظل كامنا في جماعات حيوانية لقرون، متفشيا من حين إلى آخر على مدار أكثر من ألفي عام؛ لذا، لا يوجد سبب للاعتقاد في أنه رحل إلى الأبد عام 1670.
والآن ومع التزايد اللانهائي لأعداد المسافرين بسرعة كبيرة من مكان إلى آخر، أصبح الموقف حرجا. لقد شهدنا منذ منتصف القرن العشرين ما يزيد عن 30 مرضا مروعا يخرج من عائله الحيواني بمعدل تواتر مثير للقلق، فماذا يكون بعد؟ هل يعود الموت الأسود؟
अज्ञात पृष्ठ