काल मौत की वापसी: सभी समय का सबसे खतरनाक हत्यारा
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
शैलियों
بعد أول حالة وفاة، كانت هناك فترة كمون مدتها 22 يوما قبل دفن ثاني ضحية، وبالتأكيد كان هذا أمرا لافتا للنظر.
سرعان ما قطع الوباء مسافات كبيرة ليصل إلى كارلايل وكيندال؛ حيث مات أول ضحيتين هناك في ذات الوقت بعد مرور 11 يوما على دفن هوجسون.
تمثلت الخطوة التالية على طريق البحث في الرجوع إلى الروايات الأصلية عن الطاعون الذي اجتاح أوروبا التي تطيح بكل التأويلات والروايات الزائفة التي أضيفت خلال المائة عام الأخيرة، وفي البحث عن المزيد من الخيوط. نستهل رحلتنا بالسنة المشئومة سنة 1347 عندما ظهر الطاعون أول ما ظهر دون سابق إنذار وضرب الحضارة الأوروبية تاركا آثارا كارثية.
الفصل الأول
مولد سفاح
«ثم كانت تظهر بثرة على أفخاذهم أو على أعضادهم ... كانت هذه تصيب الجسم بأكمله، فكان المريض يتقيأ دما بشدة. كان هذا التقيؤ للدم يستمر بلا انقطاع طيلة ثلاثة أيام، ولم توجد وسيلة لعلاجه، ثم يلقى المريض حتفه.» هكذا وصف الراهب الفرنسيسكاني مايكل من بلدية بياتسا كرب أولى ضحايا الموت الأسود.
في أكتوبر عام 1347، كان كل ما يعرفه الأشخاص الذين عاشوا في هذا الزمن هو أن مرضا معديا فتاكا وغير معروف من قبل قد ظهر من العدم في جزيرة صقلية. ولم يكن بمقدورهم أن يجدوا سبيلا لفهم طبيعة خصمهم .
كان حجم الكارثة غير مسبوق؛ إذ لم يكن يوجد أي علاج، وكان كل شخص يصاب بالعدوى يموت ميتة شنيعة بحق. كان هذا أول ظهور لطاعون من شأنه أن يدمر أوروبا على مدار الثلاثمائة عام التالية، ويحصد أرواح ملايين لا حصر لها من الضحايا؛ أكبر سفاح على مر العصور وأكبر حادث مأساوي في تاريخ البشرية. (1) قصة الضحايا الأوائل
إن الروايات المعاصرة عن أول ظهور للطاعون تتحدث إلينا عبر القرون، ناقلة شيئا من الرعب والإحباط المطلقين اللذين ابتليت بهما شعوب بأكملها. وصف الراهب مايكل من بلدية بياتسا كيف أن 12 سفينة قادمة من مدينة جنوة الإيطالية، قيل إنها خرجت من القرم، قد دخلت ميناء مسينة في صقلية، وأطقمها الذين حملوا مثل هذا المرض المعدي «في عظامهم حتى إن كل شخص تحدث إليهم فحسب كان يصاب بمرض مهلك يستحيل معه الفرار من الموت. انتقلت العدوى إلى كل شخص تعامل مع المريض بأي شكل، وقد شعر المصابون بألم يخترق كل أنحاء جسدهم.»
يبدو أن أطقم السفن كانوا أصحاء ولم تظهر عليهم أية أعراض، ومع ذلك خر أهل مسينة صرعى سريعا. عندما أشارت السلطات بأصابع الاتهام إلى السفن، باعتبارها المسئولة عن جلب هذا المرض المخيف، طردوها من الميناء وأجبروا أطقمها على الإبحار مرة أخرى. أما أطقم البحارة، الذين كانوا لا يزالون يتمتعون بوافر الصحة، فلا بد أنهم كانوا في حيرة وسخط.
अज्ञात पृष्ठ