وبعد هينهة خلتها ألف عام نظر إلي مستهزئا وسألني قائلا: «ما اسمك؟».
قلت: «اسمي عبد الله».
فقال: «ما أكثر عبيد الله وما أعظم متاعب الله بعبيده، فهلا دعوت نفسك سيد الشياطين، وأضفت بذلك إلى مصائب الشياطين مصيبة جديدة».
قلت: «اسمي عبد الله وهو اسم عزيز أعطاني إياه والدي يوم ولادتي فلن أبدله باسم آخر».
فقال: «إن بلية الأبناء في هبات الآباء، ومن لا يحرم نفسه من عطايا آبائه، وأجداده يظل عبد الأموات حتى يصير من الأموات».
فحنيت رأسي مفكرا بكلماته، مسترجعا إلى حافظتي رسوم أحلام شبيهة بحقيقته. ثم عاد وسألني قائلا: «وما صناعتك؟».
قلت: «أنظم الشعر وأنثره ولي في الحياة آراء أطرحها على الناس».
فقال: «هذه مهنة عتيقة مهجورة لا تنفع الناس ولا تضرهم».
قلت: «وماذا عسى أن أفعل بأيامي وليالي لأنفع الناس».
فقال: «اتخذ حفر القبور صناعة تريح الأحياء من جثث الأموات المكردسة حول منازلهم ومحاكمهم، ومعابدهم».
अज्ञात पृष्ठ