ماتوا لأنهم لم يكونوا مسالمين.
ماتوا جوعا في الأرض التي تدر لبنا وعسلا.
ماتوا لأن الثعبان الجهنمي قد التهم كل ما في حقولهم من المواشي، وما في أهرائهم من الأقوات.
ماتوا لأن الأفاعي أبناء الأفاعي قد نفثوا السموم في الفضاء الذي كانت تملؤه أنفاس الأرز وعطور الورود والياسمين •••
مات أهلي وأهلكم أيها السوريون، فماذا نستطيع أن نفعل لمن لم يمت منهم؟
إن نواحنا لا يسد رمقهم، ودموعنا لا تروي غليلهم إذن ماذا نفعل لننقذهم من الجوع والشدة؟
هل نبقى مرتابين، مترددين، متكاسلين، مشغولين عن المأساة العظمى بتوافه الحياة وصغائرها؟
إن العاطفة التي تجعلك، يا أخي السوري، أن تعطي شيئا من حياتك لمن يكاد أن يفقد حياته، هي الأمر الوحيد الذي يجعلك حريا بنور النهار، وهدوء الليل.
وإن الدرهم الذي تضعه في اليد الفارغة الممدودة إليك هو هو الحلقة الذهبية التي تصل ما فيك من البشرية بما فوق البشرية.
الأمم وذواتها
अज्ञात पृष्ठ