252

============================================================

1 وقال عليه الصلاة والسلام ""إن الرجل لينطلق إلى المسجد فيصلى، وصلاته لا تعدل جتاح بعوضة، وإن الرجل ليأتى المجد فيصلى وصلاته تعدل جبل أحد إذا كان أحسنهما عقلا، قيل: وكيف يكون أحسنهما عقلا؟ قال: أورعهما عن محارم الله، وأحرصهما على أسياب الخير وإن كان دونه فى العمل والتطوع)).

وقال عليه الصلاة والسلام ("إن الله تعالى قسم العقل بين عباده أشتاثا، فإن الرجلين يستوى علمهما وبرهما وصومهما، وصلاتهما، ولكنهما يتفاوتان فى العقل كالذرة فى جنب آحد..)(1).

وروى عن وهب بن منبه أنه قال: إنى آچد فى سبعين كتابا أن چميع ما ااعطى الناس من بدء الدنيا إلى انقطاعها من العقل فى جنب عقل رسول الله كهيئة وملة وقمت من بين جميع رمال الدنيا.

واختلف الناس فى ماهية العقل. [ والكلام فى ذلك يكثر، ولا نؤثر نقل الأقاويل، وليس ذلك من غرضنا). فقال قسوم: العقل من العلوم؛ فإن الخالى من جميع العلوم لا بوصف بالعقل، وليس العقل جميع العلوم، فإن الخالى عن معظم العلوم يوصف بالعقل.

وقالوا: ليس من العلوم النظرية، فإن من شرط ابتداء النظر تقدم كمال العقل، فهو إذن من العلوم الضرورية وليس هو جميعها، فإن صاحب الحواس المختلة عاقل، وقد عدم بعض مدارك العلوم الضرورية.

وقال بعضهم: العقل ليس من أقسام العلوم، لأنه لو كان منها لوجب الحكم بأن الذاهل عن ذكر الاستحالة والجواز لا يتصف بكونه عاقلا. ونحن نرى العاقل فى كثير من أوقاته ذاهلا: وقالوا: هذا العقل صفة يتهيأ بها درك العلوم.

ونقل عن الحارث بن أسد المحاسبى، وهو من أجل المشايخ، أننه قال: العقسل غريزة يتهيأ بها درك العلوم.

وعلى هذا يتقرر ما ذكرناه فى أول ذكر العقل: أنه لسان الروح؛ لأن الروح من أمر الله، وهى المتحملة للأمانة التى أيت السموات والأرضون أن يحملنها، ومنها يفيض نور العقل، وفى نور العقل تتشكل العلوم؛ فالعقل للعلوم بمثابة اللوح المكتوب، وهو بصفته (1) رواه ابن حبان.

पृष्ठ 252