198

============================================================

199 (وين آناء الليل فسبخل(1) أراد العشاء الأخيرة. ((وأطراف اليهار(2) أراد: الظسهر والمغرب؛ لأن الظهر صلاة فى آخر الطرف الأول من النهار، وآخر الطرف الآخر غروب الشمس، وفيها صلاة المغرب : فصار الظهر آخر الطرف الأول، والمغرب آخر الطرف الآخر، فيستقيل الطرف الآخر باليقظة والذكر، كما استقبل الطرف الأول.

وقد عاد بتوم التهار جديدا كما كان بنوم الليل، ويصلى قى أول الزوال، قبل السستة والفرض، أربع ركعات بتسليمة واحدة كان يصليها رسول الله ، وهذه صلاة الزوال قبل الظهر فى أول أوقاتها. ويحتاج أن يراعى لهذه الصلاة أول الوقت بحيث يقطن للوقت قبل المؤذنين، حين يذهب وقت الكراهية بالاستواء، فيشرع فى صلاة الزوال.

ويسمع الأذان، وقد توسط هذه الصلاة تم يستعد لصلاة الظهر فان وجد فى باطنه كدرا من مخالطة، أو مجالسة اتفقت يستغفر الله ويتضرع إليه.

ولا يشرع فى صلاة الظهر إلا بعد أن يجد الباطن عائدا إلى حاله من الصفاء.

والذائقون حلاوة المناجأة لابد أن يجدوا صفو الأنس فى الصلاة، ويتكدرون بيسير من الاسترسال فى المباح، ويصير على بواطنهم من ذلك عقد وكدر، وقد يكون ذلك بمجرد المخالطة والمجالسة مع الأهل والولد، مع كون ذلك عبادة، ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين، فلا يدخل الصلاة إلا بعد حل العقد وإذهاب الكدن: وحل العقد بصدق الإنابة، والاستغفار، والتفرغ إلى الله تعالى ودواء ما يحدث من الكدر بمجالسة الأهل والولد: أن يكون فى مجالسته غير راكن اليهم كل الركون، بل يسترق القلب فى ذلك نظرات إلى الله تعالى، فتكون تلك النظرات كفارة لتلك المجالسة.

إلا أن يكون قوى الحال، لا يحجبه الخلق عن الحق، فلا ينعقد على باطنه عقدة، فهو كما يدخل فى الصلاة لا يجدها ويجد باطنه وقلبه، لأنه حيث استروحت نفس هذا الى المجالسة، كان استرواح متغمرا بروح قلبه، لأنه يجالس ويخالط وعسين ظاهره ناظرة الى الخلق، وعين قلبه مطالعة للحضرة الإلهية، فلا ينعقد على باطنه عقدة.

पृष्ठ 198