============================================================
12 قالمصلى سائر إلى الله تعالى بقلبه يودع هواه، ودنياه، وكل شىء سواه.
والصلاة فى اللغة: هسى: الدعاء، فكأن المصلى يدعو الله تعالى بجميع جوارحه فصارت أعضاؤه كلها ألسنة يدعو بها ظاهرا وباطئا، ويشارك الظاهر الباطن بالتضرع والتقلب والهيئات فى تملقات متضرع سائل محتاج؛ فاذا دعا بكليته أجابه مولاه، لأنه وعد فقال: (أدعونى استجب لكم(1) وكان خالد الربعى يقول: عجبت لهذه الآية: اذعونى أستجب لكم، أمرهم بالدعاء ووعدهم بالإجابة ليس بينهما شرط.
والاستجابة، والإجابة: هى نفوذ دعاء العبد، فإن الداعى الصادق العالم بمن يدعوه بنور يقينه، فتخرق الحجب وتقف الدعوة بين يدى الله تعالى متقاضية للحاجة.
وخص الله تعالى هذه الأمة بإنزال فاتحة الكتاب وفيها تقديم الثناء على الدعاء: ليكون أسرع إلى الإجابة وهى تعليم الله تعالى عباده كيفقية الدعاء.
وفاتحة الكتاب هى: السبع المثانى والقرآن العظيم.
قيل: سميت مثانى، لأنها نزلت على رسول الله مرتين: مرة بمكة، ومرة بالمدينة.
وكان لرسول الله بكل مرة نزلت منها قهم آخر، بل كان لرسول الله بكل مرة يقرؤها على الترداد مع طول الزمان فهم آخر.
وهكذا الصلون المحققون من أمته ينكشف لهم عجائب أسرارها، وتقذف لهم كل مرة درر بخارها.
وقيل: سميت مثائى؛ لأنها استثنيت من الرسل، وهى سبع آيات.
وردت ((أم رومان)) قالت: رآنى أبو بكر وأنسا أتميل فى الصلاة، فزجونى زجزا كدت أن أنصرف عن صلاتى، ثم قال: سمعت رسول الله يقول: ((إذا قام أحدكم إلى الصلاة فليسكن أطرافه، لا يتميل تميل اليهود، فإن سكون الأطراف من تمام الصلاة))(2).
وقال رسول الله . ((تعوذوا بالله من خشوع التفاق))(2) قيل: وما خشوع التفاق؟ قال ((خشوع البدن ونفاق القلب)).
(1) من آية رقم 60 من سورة غاف (2) رواه الترمذى والدارقطنى (3) متقق عليه
पृष्ठ 120