============================================================
عن عطاء بن أبى رياح، عن ابن عياس، قال: تسلا رسسول الله هذه الآية: رب أرنى أنظر إليك) قال: ((قال يا موسى إنه لن يرانى حى إلا مات ولا يابس إلا تدهده، ولا رطب إلا تفرق، إنما يرانسى أهل الجنة الذين لا تموت أعينهم ولا تبلى أجسادهم)).
ومن آداب الحضرة ما قال الشيلى: الاتبساط بالقول مع الحق ترك الأدب.
وهذا يختص ببعض الأحوال والأشياء دون البعض، ليس هو على الإطلاق، لأن الله تعالى أمر بالدعاء. وإنما الإمساك عن القول، كما أمسك هوسى عن الانبساط فى طلب المآرب والحاجات الدنيوية حتى رفعه الحق مقاما فى القرب وأذان له فى الانبساط(1)، فلما بسط انبسط وقال: (رب إنى لما أنزلت إلى ين خير فقير)(2) لأنه كان يسال حوائج الآخرة ويستعظم الحضرة أن يسأل حوائج الدنيا لحقارتها وهو فى حجاب الحشمة عن سؤال المحقرات، ولهذا مثال فى الشاهد؛ فإنى الملك المعظم يسأل المعظمات، ويحتشم فى طلب المحقرات؛ قلما رفع بساط حجاب الحشمة صار فى مقام خاص من القرب يسال الحقير كما يسأل الخطير قال ذو النون المصرى: أدب العارف فوق كل أدب، لأن معروفه مؤدب قلبه.
وقال بعضهم: يقول الحق سيحانه وتعالى: من الزمته القيام مع أسمائى وصفاتى ألزمته الأدب ومن كشفت له عن حقيقة ذاتى ألزمته العطب، فاختر أيهما شئت: الأرب أو العطب.
وقول القائل هذا: يشير إلى أن الأسماء والصفات تستقل بوجوب محتاج الى الأدب لبقاء رسوم البشرية وحظوظ النفس، ومع لمعان نور عظمة الذات تتلاشى الآثار بالأنوار، ويكون معنى العطب: التحقق بالغناء، وفى ذلك العطب نهاية الأرب.
وقال أبو على الدقاق فى قوله تعالى: ل(وأيوب إذ ئادى ربه أنى مسنى الضو وأئت أرحم الراحمين(3) لم يقل : ارحمنى، لأنه حفظ أدب الخطاب.
وقال عيى عليه السلام: (ان كنت قلته فقد علمته)(1) ولم يقل: لم أقل، رعاية لأدب الحضرة.
(1) وفى بعض النسخ هذه الزيادة بعد قوله فأذن له فى الانباط: وقال اطلب منى ولو ملحا لعجينك.. إلخ: (2) آية رقم 24 من سورة القصص.
(3) آية رقم 82 من سورة: الأتبياء،
पृष्ठ 104