कैटब जमील
العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل
शैलियों
ذكر ما يقضي به الإنصاف
والإنصاف يقضي بأن في رواية الراوي مناقب أهل البيت أو شيعتهم دلالة ظاهرة على إيمانه وقوة يقينه ورغبته فيما عند ربه وزهده في المال والجاه والتهم بعيدة جدا عنه وفي هذا جبر لما قد يكون في بعضهم من ضعف من ضعف أو لين إن صح وإذا لم تشتهر بعض تلك المناقب فأسباب عدم شهرتها ظاهرة جلية وليس هناك غرابة لو لم يصل إلينا شيء منها ولكن الأمر بالعكس في مناقب بعض الناس فيحملنا النظر على أن نرجح أنه لو كان لبعضها أصل لتواترت واشتهرت وتسابق أهل الحديث لروايتها وللتعزز بها والتودد إلى من تسرهم واستفادوا بها ما شاءوا وشتان بين ما هذا شأنه وما يصلب أو يعرقب راويه كما تقدم ذكر نموذج من ذلك فراجعه
هذا بعض ما يتعلق بالأسانيد وتجدهم إذا ضاقت عليهم السبل في التكذيب والتضعيف اجتهدوا في مسخ المعاني بالتأويلات البعيدة والتحريفات السخيفة وإلقاء الشبه فيقولون في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) يعني مرتفعا بابها
ويقولون لا فضيلة خاصة يشهد بها قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) ويزعمون أنه لا حجة نيرة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (من كنت مولاه فهذا علي مولاه) وقد تقدم ردنا على مسخهم حديث (ولا يبغضك إلا منافق) إلى ما يضيق صدر هذا المختصر بإيراد بعضه
पृष्ठ 106