ससर सूर्यन धबी
عصر السريان الذهبي: بحث علمي تاريخي أثري
शैलियों
لم تكن مكتبة تكريت أقل شأنا من مكتبة الرها، بل اغتنت بثروة علمية بفضل المفارنة السريان الذين تسلسلوا في كرسيها. واشتهر في تلك المدينة من العلماء ماروثا المفريان (†649م)، وأنطون البليغ (820م)، ويحيى بن عدي (†974م)، ويحيى بن جرير وأخوه الفضل وهما من أعلام القرن الحادي عشر وغيرهم.
وكانت خزانة المفارنة غاصة بالمخطوطات النادرة القديمة العهد، وعلى رغم إجهاز الغزاة البرابرة عليها فقد تمكن أدباء تكريت أن يخفوا منها ما استطاعوا إليه سبيلا، وخيفة أن تلحق الرزايا بتلك البقية العلمية الأثرية نقلوا بعضها إلى دير مار متى الشيخ بجوار الموصل، وبعضها الآخر إلى دير والدة الله في وادي النطرون بمصر، وإلى غيرهما من الأديار. (3) مكتبة آمد (ديار بكر)
أزهرت النصرانية في آمد منذ أقدم عصورها، وعد كرسيها مطروبوليتيا في قيود الكنيسة السريانية. وجاء في أخبار مارا الثالث مطرانها (†529م) على ما صرح معاصره وابن وطنه يوحنا الآمدي المؤرخ
3
أنه جمع خزانة كتب نفيسة عديدة نقلها تلامذته بعد وفاته ووضعوها في كنيسة آمد. ولما اتخذ بطاركة السريان في القرون الوسطى تلك المدينة مركزا لهم، عززوا مكتبتها المشار إليها وأغنوها بالذخائر العلمية حتى أصبحت من أهم المكتبات، وممن صرف الهمة في ازدياد ثروة تلك المكتبة العلامة يعقوب الصليبي الذي تولى كرسي آمد من السنة 1167 حتى السنة 1171، فأغنى تلك المكتبة بتصانيفه وبما جمعه مدة حياته من مؤلفات مشاهير الكتبة. (4) مكتبة مذيات
للسريان في مذيات حاضرة طور عبدين كنيسة باسم الشهيدة شموني، اشتملت إحدى غرفها على مخطوطات قديمة العهد مرصوفة بانتظام، نقلت إليها من شتى الأديار المجاورة، بينها مخطوطات على رق الغزال نذكر منها كتاب «ديدسقالية الرسل»، وكتابا نادر المثار ذكره الرحالة باري قال: «من الذخائر النادرة التي لم يرو التاريخ مثلها، مخطوطة ثمينة للإنجيل كانت مصونة في مذيات، ويرتقي عهد كتابتها إلى القرن التاسع، وهذه المخطوطة الفريدة المنسوخة على رق الغزال تحوي نص الإنجيل باللغة اليونانية مكتوبا بحروف سطرنجيلية.»
4 (5) أشهر مكتبات السريان في أديارهم (5-1) مكتبة دير مار متى الشيخ
عدت مكتبة دير متى الشيخ من أقدم مكتبات الشرق عهدا وأوفرها ثروة، وكانت غنية بالمخطوطات النادرة التي ذاع أمرها في البلاد،
5
ومن أثمن ما انطوت عليه هذه المكتبة نسخة سطرنجيلية قديمة جليلة تدعى «هكسبلة» اشتملت على كتاب «العهد القديم»، ويوجد في كل صحيفة منها ستة أعمدة،
अज्ञात पृष्ठ