كان المهدي موفقا في اختيار وزرائه، وإن كانت السعاية أحلت ببعضهم العذاب وسوء المصير، وكان دقيقا في نظره للأمور، وقد بدأ خلافته بإطلاق من كان في سجن المنصور، إلا من كان قبله تباعة من دم أو قتل، ومن كان معروفا أنه يسعى في الأرض بالفساد، أو كان لأحد قبله مظلمة، وإنما أطلق من كان جرمهم سياسيا.
وكان محبا للأدب مشجعا على التأليف فيه، جادا في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق، محبا للغزوات والفتوح، وقد قيل: إنه كان لا يشرب النبيذ وإن كان سماره يشربونه في مجلسه، وكان محبا للسماع.
ويخبرنا الطبري في حوادث سنة تسع وستين ومائة، أن المهدي مات مسموما، وقد لبست عليه قيانه المسوح، فقال أبو العتاهية في ذلك:
رحن في الوشي وأصبح
ن عليهن المسوح
كل نطاح من الده
ر له يوم نطوح
لست بالباقي ولو عم
رت ما عمر نوح
فعلى نفسك نح إن
अज्ञात पृष्ठ