कस्जद मस्बुक
العسجد المسبوك والجوهر المحكوك في طبقات الخلفاء والملوك
शैलियों
وفي هذه السنة قتل سنجر شاه 4 بن غازي بن مودود بن زنكي بن آق سنقر صاحب جزيرة ابن عمر وهو ابن عم نور الدين ارسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي صاحب الموصل، قتله ابنه غازي وكان سنجر شاه سيء السيرة مع الناس كلهم، من الرعية والجند والحريم والاولاد، وبلغ من قبح فعله مع اولاده، انه سير ابنيه محمودا ومودودا الى قلعة فرنج من بلد الزوزان 5.واخرج ابنه غازيا الى دار بالمدينة سكنه 6 فيها ووكل من يمنعه من الخروج والدخول فاعمل الحيلة حتى خرج من الدار التي كان بها، وتسلق الى دار ابيه واختفى عند بعض سراريه، فعلم به جماعة من اهل الدار فسترن عليه بغضا لابيه، فلما كان الليل رصده حتى دخل الخلاء فدخل بعده 119 أ/فضربه بسكين اربع عشرة 7 ضربة في يده ثم ذبحه وتركه وقعد يلعب مع الجواري، فخرج بعض الخدم الصغار الى لباب واعلم استاذ الدار فطلب اعيان الدولة، واستحلفهم 8 بمحمود بن سنجر شاه واغلق الابواب على غازي فلما حلف 9 العسكر وغيرهم فتحوا الابواب وارادوا قبض غازي فمانعهم عن نفسه فقتلوه، والقوه على باب الدار تأكل الكلاب بعض لحمه ثم دفنوا باقيه. ووصل محمود الى البلد وملكه ولقب معز الدين 10.فلما استقر ملكه اخذ كثيرا من الجواري اللواتي لابيه فغرقهن في دجلة وباع كثيرا منهن. وكان سنجر شاه قبيح السيرة ظالما غشوما لا يمتنع من قبيح يفعله مع رعيته وغيرهم من اخذ الاموال والاملاك والقتل والاهانة وغير ذلك وسلك بهم مسلكا وعرا من قطع الالسنة! والانوف! والاذان! واما اللحى فانه حلق منها شيئا كثيرا! وكان يرى الناس عبيده وعبيد ابيه، يتصرف فيهم بحسب ارادته. ولم يعلم انه واحد منهم، جعله الله حاكما بينهم، فان احسن فلنفسه وان اساء فعليها وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. وكان جل فكره في ظلم يفعله لم يسبق اليه، وبلغ من شدة ظلمه انه كان اذا استدعى انسانا ليمشي اليه لا يصل الا وقت قارب الموت من شدة الخوف، فاستعلى في ايامه السفهاء وقربهم وادناهم، ونفقت سوق الاشرار والساعين بالناس فخربت البلاد وتفرق اهله فسلط الله عليه اقرب الخلق فقتله. ثم قتل ولده غازي. وبعد قليل قتل ولده محمود اخاه مودودا وجرى في داره من التحريق والتغريق والتفرق ما ذكرنا بعضه. 11
وفي هذه السنة كانت زلزلة عظيمة بنيسابور وخراسان وكان اشدها بنيسابور فاقام اهلها في الصحراء حتى سكنت وعادوا الى مساكنهم 12.
وفي هذه السنة توفى الشيخ ابو عبد الله الحسين 13 بن حسن بن ابي نصر بن حسن بن هبة الله بن ابي حنيفة بن الفارض الحريمي المقرىء الضرير سمع بعض المسند من ابي الحصين 14 وسمع من غيره وعنه روى ابن خليل وغيره عاش تسعين سنة وتوفى في شعبان من السنة المذكورة.
पृष्ठ 326