71

قال لي وهو يشير إلى الأعماق: في غرفة تانية. - غرفة تانية؟ غريبة!

وعبر ممر ضيق كنا أمام حجرة عليها باب من السيخ تماما مثل الحراسة ، أمامها ممر في عرض المترين، وقبل أن اسأله قال لي: نحن ما وحدنا، عندي ضيوف قبلك.

ثم صاح بصورة مسرحية: رحبوا بسارة حسن يا شباب!

كما في الحلم، من خلف القضبان، وعبر الرؤية الشاحبة، حيث كانت هنالك لمبات كبيرة من الغاز في أماكن كثيرة، ظهر شبحان، وبصوت واهن ضعيف، كالفحيح سمعت شبحا يقول، بصوت جائع مخيف: سجمك يا سارة اللي جابك هنا شنو؟

بعد ذلك لم أع شيئا، كمن صعقت بتيار كهربائي، لا أدري بعد كم من الزمن أفقت، حيث وجدت نفسي عارية تماما، ففي قفص تحيط به الصخور في جهاته الثلاث، والسيخ من الجهة الرابعة، استيقظت على قهقهة مرعبة، وجدتني في صحبة امرأتين نحيفتين، تفوح من فميهما رائحة السل، تنمو الشعيرات في أطرافهما، لهما أظافر طويلة بأصابع رجليهما وأناملهما، شعرهما كأنه أعشاب في مفازة منسية مهملة، المرأتان عاريتان كما ولدتهما أمهما، يبدو أن شعرا كثيفا أوزغبا قد نما على جسديهما، كنت أحس ذلك في ملمسهما المرعب الذي تقشعر له جلدتي، تموتان، تحتضران، تتحدثان في صعوبة بالغة، تفوح من المكان رائحة البول والصنان.

كان هو في الخارج يتحدث باستمرار، يقهقه في جنون، ويحتسي الخمرة، عندما عرف أنني استيقظت قال لي: مرحبا بك في بيتي، وشوفي أنا لابس نعالك، يعني الحالة واحدة.

عبر ضوء الفوانيس استعطت أن أرى عريه التام، وحذائي الصغير يرزح تحت ثقل جسده ورجله الكبيرة الخشنة.

قلت له في غضب: أنت زول غادر ووسخ.

قال في برود: وتاني؟ - حقير. - وتاني؟ - قاتل ومجرم.

قال في برود: بس؟ - مش وعدتني إنك ما حتأذيني؟

अज्ञात पृष्ठ