कसाल मुसफ्फा
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
शैलियों
وأما العلم والحكمة
فإن الله تعالى قال لادم (عليه السلام): وعلم آدم الأسماء كلها [31/ البقرة: 2] ففضل بالعلم [على] العباد الذين كانوا لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون/ 191/ واستحق بذلك منهم السجود له فكما لا يصير العلم جهلا والعالم جاهلا فكذلك لم يصر آدم المفضل بالعلم مفضولا وكذلك حال من فضل بالعلم.
فأما من فضل بالعبادة فربما يصير مفضولا، لأن العابد ربما يسقط عن درجة العبادة إن تركها معرضا عنها، أو تتوانا فيها تغافلا منها، فيسقط فضله، ولذلك قيل: «العلم يعلو ولا يعلى، والعالم يزار ولا يزور».
ومن ذلك وجوب الوصف لله سبحانه بالعلم والعالم وفساد الوصف له بالعبادة والعابد، ولذلك من على نبيه (عليه السلام) بقوله: وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما [113/ النساء: 4] فعظم الفضل عليه بالعلم دون سائر ما أكرمه به من الخصال والأخلاق وما فتح عليه من البلاد والآفاق.
وكذلك المرتضى (رضوان الله عليه) فضل بالعلم والحكمة ففاق بهما جميع الأمة ما خلا الخلفاء الماضين (1) ولذلك وصفه الرسول (عليه السلام) بهما حيث قال: «يا علي
पृष्ठ 161