لسان السيِّدة عائشة ﵂، وغير ذلك، وذلك بالجودرية إحدى محالِّ مصر.
وتفضَّل بحضوره في درسي "الصحيح" بجامع شيخو، وكان في المغازي، فأعجبه الإِلقاء واغتبط وقال: وددت أني أسكن مصر ولا أُفارق هذا المجلس؛ فإنك قد ذكَّرتني بمجالس الحافظ ابن حجر، والسيوطي. أو نحو ذلك مما كان يقول في المدح.
واطَّلع على "شرحي على الإِحياء" فطالعه كثيرًا واغتبط به وقال: لو تَمَّ هذا الشَّرح على هذا المنوال لم يكن له نظير في بابه. وقد تَمَّ والحمد لله تعالى ولكن بعد وفاته.
وقد خرَّجت له معجم شيوخه في كرَّاس (١)، ونُقِلَتْ منها نُسخ، وأُرسل بها إلى الدِّيار الشَاميَّة للرَّاغبين من تلامذته.
ثُمَّ عاد إلى نابلس، ثُمَّ إلى دمشق فأخذ عنه علماؤها واحترموه واعترفوا فضله.
وكان إنسانًا حَسَنًا مجموعَ الفضائل، رأسًا في فنّ الحديث يعرف فيه معرفةً جيِّدة؛ لا نعلم من كان في هذا العصر ممن يُدانيه؛ لسعة اطِّلاعه على متعلقاته مع ما عنده من جودة الحفظ والفهم السريع، وإدراك المعاني الغريبة، وحُسن الإِيراد للمسائل الفقهية والحديثية.
ثُمَّ عاد إلى نابلس وسافر بأهله إلى الخليل، فأراد أن يسكن بها فلم يَصْفُ له الوقت، ولم ينتظم له حال؛ لضيق معاش أهل البلد، فعاد إلى
_________
(١) طبع هذا المعجم بتحقيق الدكتور محمد مطيع الحافظ، وذلك في دار البشائر بدمشق سنة ١٤٢٠ هـ.
1 / 10