وعاد تفكيره إلى الحادث الذي وقع في ذلك المساء في المكتبة، فربما شاهده أي شخص وهو يأخذ الأوراق من المكتب، مثل الآنسة كوهين أو السيد كروم أو السيدة داماكان. ولكن حتى إذا كان أحد قد شاهده، أو حتى إذا كان يعلم يقينا أنه طرد بسبب التجسس، فلن يخبر الصدر الأعظم بذلك.
تابع الكاهن قائلا: «بعد أن فكرت كثيرا في أنشطتي، توصلت إلى أنه لا يوجد ما يدعو منصف بك إلى الشك في أمري.» «لا يوجد أي شيء يعتمل في ذهنك؟»
فقال بعد توقف طويل يوحي بالتفكير العميق: «أجل، لا شيء.»
فقال جمال الدين باشا: «حسنا، إنه أمر يدعو للأسف. ولكن لحسن الحظ لدينا أناس آخرون يراقبون منصف بك، أناس آخرون شديدو القرب منه.»
توقف كي يحتسي رشفة من الشاي، متيحا للكاهن فرصة للتساؤل عن هوية هؤلاء الواشين الآخرين. «والآن أخبرني ماذا تعلم عن الطالبة؟» «الآنسة كوهين؟» «نعم، الآنسة كوهين. لقد ذكرت من قبل أنها موهوبة نوعا ما.»
فأرخى الكاهن قبضته عن يديه المتعرقتين، سعيدا بانتهاء المجموعة السابقة من الأسئلة. «إن الآنسة كوهين تتمتع بقدرة خارقة على تعلم اللغات، وذاكرة شبه مثالية، وفهم للتاريخ والفلسفة يفوق عمرها كثيرا. إنه أمر استثنائي بالفعل، فمنذ بضعة أسابيع سردت الكتاب الأول بالكامل من الإلياذة من الذاكرة، وأعتقد أنني ذكرت أنني أنوي كتابة مقال عنها.» «نعم، أعتقد أنك قلت ذلك بالفعل.» «سيكون الأمر صعبا الآن بعد أن انتهت دروسنا، ولكنني أثق في أن لدي المعلومات الكافية كي أستمر.»
ارتشف الصدر الأعظم رشفة أخرى من الشاي. «هل يمكنك التفكير في أي طريقة يمكننا بها الاستفادة من الآنسة كوهين في القصر؟»
عدل الكاهن مولر وقفته ناظرا للأرض كي يفكر. لم يرغب في توريط إلينورا في الصراعات السياسية في القصر، ولكنه يرغب في المقام الأول في الحفاظ على مصلحته هو؛ فقد رأى ما يحدث للجواسيس الذين يفقدون أهميتهم، وكانت لديه الكثير من الأمور التي يخفيها عن جمال الدين باشا.
فاسترسل قائلا دون أن يدري كيف ينهي الجملة: «يمكنك ... يمكنك أن تستعين بها في مكتب الترجمة.» «لدينا بالفعل مترجمون أكثر مما نحتاج.»
فقال الكاهن: «إذن، فهل لديكم خبراء لفك الشفرات؟» «نعم.» «وهل ثمة أي شفرات لم يتمكنوا من فكها؟»
अज्ञात पृष्ठ