فألح قائلا: «إن القهوة في مطبخ القصر من أجود أنواع البن في العالم. أؤكد لك أنك لن تندم.»
فقال الكاهن وهو يعدل ياقة ثوبه: «نعم، يمكنني أن أتخيل، ولكنني رغم ذلك أمتنع؛ فأنت تعلم أنني أعاني من الأرق، وإذا تناولت القهوة الآن فلن أتمكن من الخلود إلى النوم. آمل ألا ترى في ذلك إهانة.» «كلا على الإطلاق.»
ربت الصدر الأعظم على جانب أنفه، ووجه بضع كلمات إلى أحد الحراس الذي اختفى عبر باب مختبئ في الحائط الخلفي. ظلا صامتين حتى عاد الحارس بعد مرور بضع لحظات وهو يحمل كوبا واحدا من الشاي على شكل زهرة توليب على صينية من الفضة.
قال جمال الدين باشا وهو يقلب ملعقة من السكر في الكوب: «والآن أظن أنك قد سمعت أخبار موقفنا مع الروس.»
فقال الكاهن: «نعم، قرأت خبرا عنه أمس في الجريدة.» «وأنا على يقين من أنك تتخيل مدى انزعاجنا من التلميحات التي وردت في تقرير القيصر. ولكن إجمالا ليس ذلك أمرا ذا شأن خطير، ونود لو ننتهي منه بأسرع ما يمكن.»
فغمغم الكاهن تعبيرا عن موافقته. «بالطبع، لا يمكننا الموافقة على مطالب القيصر.»
فقال الكاهن: «بالطبع لا.»
فقال الصدر الأعظم بلهجة تثير تساؤلا: «إن تهديداته خاوية.» «يبدو أنها كذلك.» «نرغب في التأكد من ذلك. أعتقد أنك لا تملك معلومات تساعدنا في تقييم احتمال تعرضنا للانتقام في حالة رفض دفع التعويض الذي يطالب به.»
فقال الكاهن: «أجل، للأسف لا أعلم.» «وليست لديك علاقات بالروس يمكننا استغلالها للحصول على مزيد من المعلومات؟»
فشبك الكاهن يديه أمامه. يبدو أن جمال الدين باشا يعلم بأمر اتصاله الأخير بالروس، ولكن آخر ما يرغب فيه هو إدارة التفاوض بين هاتين الإمبراطوريتين الشرستين. «ليس بينهم من يمكنه أن يفيد القصر.»
अज्ञात पृष्ठ