कार्ल बुबेर: सौ साल का प्रबुद्धता
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
शैलियों
وكثيرا ما يذكر الماديون بمعرض نقدهم للثنائية حقيقة أننا منذ عهد ديكارت قد كشفنا أن الدماغ هو مصدر الوعي، وهي حقيقة لم تعد محل خلاف، ولا تعتبر حجة للمادية وحدها. إذ أن ثنائية الخصائص تقول بأن العقل «متقوم» بالمادة المعقدة المخية ولا يقوم بذاته.
44
غير أن هذه هي «أولوية»
المادة لا «حصريتها»
Exclusivity . المادة أولا لا حصرا. وإذا كانت الكشوف العلمية قد قوضت الثنائية الديكارتية أو أضعفتها، فهي لا تنهض دليلا ضد ثنائية الخصائص. فحقيقة أن عمليات الدماغ تؤدي إلى أحداث عقلية هي حقيقة تتقبلها ثنائية الخصائص ولا تجفل منها. وذلك لأن هذه الحقيقة لا تستلزم بالضرورة أن الأحداث العقلية «ما هي إلا» العمليات المادية الدماغية، أو أن الشخص ما هو إلا آلة فيزيائية.
والدليل الذي تستند إليه ثنائية الخصائص في تفنيدها لهذه الردية المادية هو أن كل شخص يخبر الأحداث العقلية الخاصة به بطريقة لا يمكن للملاحظ الخارجي أن يخبرها. هذه الذاتية التي تتحلى بها العمليات العقلية هي التي تجعلها من نمط وجودي خاص لا يمكن رده إلى الحالات المخية.
إننا «نعرف» إحساساتنا الخاصة وعواطفنا ومشاعرنا، بينما «نستنتج» إحساسات الآخرين استنتاجا. ومن ثم فإن «الوعي» شيء «ذاتي». ربما استطاع حاسوب متطور في المستقبل أن يعدد لنا مشاعرنا بطريقة موضوعية من خلال تفرس الدماغ، غير أنه لن يستطيع أن «يخبر» هذه المشاعر ويكابدها. ذلك أن للمجريات العقلية بعض الخصائص التي تتعذر على الملاحظة الخارجية بغض النظر عن مدى تقدم المعرفة وتطور التكنولوجيا.
45
فالدماغ والعقل شيئان مختلفان لأن العقل لا تمكن معرفته إلا من موقع «المتكلم»
First Person ، بينما يخضع الدماغ للملاحظة الخارجية ويقبل الدراسة الموضوعية.
अज्ञात पृष्ठ