कार्ल बुबेर: सौ साल का प्रबुद्धता
كارل بوبر: مائة عام من التنوير
शैलियों
ينظر بوبر إلى المجتمع بوصفه تنظيما لحل المشكلات. والمجتمع المفتوح عند بوبر شبيه في عمله بالمجتمع العلمي الذي يسمح بتطبيق منهجه في العلم، منهج الحدوس الافتراضية والتفنيدات
Conjectures and Refutations ، تطبيقا أمينا.
وفي المجتمع، كما في العلم، يمكن للحدوس الممتازة أن تأتي من أي جهة بالإبداع الحر، ليس بالضرورة من أعلى. ويتوجب بالتالي أن يكون تدفق المعلومات صاعدا أيضا من القاعدة إلى القمة، وألا يكون مقصورا على الاتجاه من القمة إلى القاعدة. ويترتب على ذلك أن القرار السياسي يقتضي الحوار الحر على جميع المستويات، والتواصل الحر بين جميع أعضاء المجتمع. واقتداء بالمجتمع العلمي حيث تعرض النظرية للاختبار التجريبي وتوضع على محك المشاهدة والتجربة والنقد الموجه من النظريات الأخرى، فإن الخطة السياسية في المجتمع المفتوح يتعين أن تعرض للاختبار النقدي للنتائج المترتبة على تنفيذها، وللنقد الموجه إليها من القاعدة، شاملة المعارضين والمناهضين للخطة.
غير أن بوبر لم يقدم حلا لبعض المسائل الشائكة من قبيل: كيف يمكن أن توزع المعلومات ذات الصلة على جميع أعضاء المجتمع في بلد كالصين نام اقتصاديا وتعليميا، ويعاني شطر كبير من سكانه من الفقر الشديد والأمية؟ فمثل هؤلاء لا سبيل لهم إلى المعلومات ولا قدرة على استيعابها حين يطلب منهم المشاركة في الحوار الحر واتخاذ القرار، أو حين يطلب منهم تقديم النقد. كذلك لم يقدم بوبر حلا لمشكلة أخرى، هي كيف يمكن في مجتمع مفتوح أن نقدم حلا حكيما للخلافات بين الفئات الاجتماعية والعرقية والدينية والثقافية التي تعتنق منظومات مختلفة لا تقبل المقايسة
Incommensurable ،
1
حين نكون بصدد صناعة قرار متماسك.
ومهما يكن من أمر، فإن مجتمع بوبر المفتوح ذو قيمة كبيرة في الإصلاح السياسي بالصين. صحيح أن الانفتاح يدرج بعد في بداياته محدود المجال ملتبس المعنى، ولكن التجربة علمتنا أن اقتصار التدفق المعلوماتي على الاتجاه من القمة هو شيء خطر. وها هو النقد المتجه من القاعدة إلى القمة يمضي في خط مستمر رغم بطئه وتعرجه. ولا ضمان لتحقيق ما نصبو إليه من استقرار الصين ورخائه، ما لم يود الانفتاح الحالي إلى مجتمع بوبري مفتوح، يتمتع بسوق ناضجة، وديمقراطية ليبرالية تأخذ خصوصية الصين وطابعه بعين الاعتبار.»
رن-زنج كيو
معهد الفلسفة، الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية
अज्ञात पृष्ठ